نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 77
وللصوامع أيضا أشكال بديعة وذلك أنها ارتفعت بمقدار النصف مركنة من الأربعة جوانب بحجارة رائقة النقش عجيبة الوضع قد أحاط بها شباك من الخشب الغريب الصنعة وارتفع عن الشباك عمود في الهواء كأنه مخروط مختم[1] كله بالأجر تختيما يتداخل بعضه على بعض بصنعة تستميل الأبصار حسنا وفي أعلى ذلك العمود الفحل[2] وقد استدار به أيضا شباك آخر من الخشب على تلك الصنعة بعينها وهي متميزة الأشكال كلها لا يشبه بعضها بعضا لكنها على هذا المثال المذكور من كون نصفها الأول مركنا ونصفها الأعلى عمود إلا ركن له.
وفي النصف الأعلى من قبة زمزم والقبة العباسية التي تسمى السقاية والقبة التي تليها منحرفة عنها يسيرا المنسوبة لليهودية صنعة من قرنصة[3] الخشب عجيبة قد تأنق الصانع فيها وأحدق بأعلاها شباك مشرجب[4] من الخشب رائق الحلل والتأريج[5] وداخل شباك قبة زمزم سطح وقد قام في وسطه شبه فحل الصومعة وفي ذلك السطح يؤذن المؤذن الزمزمي وقد انخرط من ذلك الفحل عمود من الجص واستقر في رأسه صحفة حديد تتخذ مشعلا في شهر رمضان المعظم.
وفي الصفح الناظر إلى البيت العتيق من القبة سلاسل فيها قناديل من زجاج معلقة توقد كل ليلة وفي الصفح الذي عن يمينه كذلك وهو الناظر إلى الشمال وفي كل جانب منها ثلاثة شراجيب مقومة كأنها أبواب قد قامت على سوار من الزجاج صغار لم ير أبدع منها صنعة منها ما هو مفتول فتل [1] مختم: مرصع. [2] الفحل: الكرة التي في أعلى العمود. [3] قرنصة: نحت. [4] مشرجب: مشبك على هيئة مربعات صغيرة. [5] التأريج، من تأرج: فاحت منه رائحة طيبة.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 77