نام کتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها نویسنده : ابن فارس جلد : 1 صفحه : 125
تنفي خبراً متقدماً و"إن" تُثبت خبراً متأخراً، ولذلك لا تكاد تجيء إلا بعد نفي وجحد، مثل قوله جلّ ثناؤه: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [1]. ومما يدلّ على أن النون في "لكن" بمنزلة إن خفيفةً أو ثقيلة، أنك إذا ثقّلت النون نصبتَ بها وإذا خففتها رفعتَ بها.
مذْ ومنذُ:
هما ابتداءُ غايةٍ في زمان. نحو "مُذُ اليومِ" و"منذ الساعةِ".
مَا:
أصلُ "مَا" أنها تكون لغير الناس. تقول "ما مرَّ بك من الإبل?".
فأمّا قوله جلّ ثناؤه: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [2] فقال أبو عبيدة: معناه ومَن خَلقَ الذكر والأنثى. وكذلك {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} [3] أي "من بناها" وكذلك {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} [4]. قال: وأهل مكَّةَ يقولون إذا سمعوا صوتَ الرعد "سُبحانَ ما سبَحتَ له" وبعضهم يقرأ: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [5] أي: وخلقِهِ الذكر والأنثى.
و"ما" تكون صِلةً، كقوله جلّ ثناؤه: {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [6] المعنى: قليلاً تذكّرون. ولو كانت اسماً لارتفع فقلت: "قليلٌ ما تذكرون" أي: قليلٌ تذكركم.
و"ما" تكون للتفخيم، كقوله جلّ ثناؤه: {الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ} [7] ومنه:
بَانَتْ لتَحزُننا عَفَارَهْ ... يا جارتا ما أنت جاره8 [1] سورة الأنفال، الآية: 17. [2] سورة الليل، الآية: 3. [3] سورة الشمس، الآية: 5. [4] سورة الشمس، الآية: 7. [5] سورة الليل، الآية: 3. [6] سورة الأعراف، الآية: 2. [7] سورة الحاقة، الآية: 1، 2.
8 ديوان الأعشى: 83.
نام کتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها نویسنده : ابن فارس جلد : 1 صفحه : 125