responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها نویسنده : ابن فارس    جلد : 1  صفحه : 202
أمَاويَّ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى ... إذا حَشرَجَتْ يوماً وضاقَ بها الصدْرُ
فكنى عن النفس فقال "حشرجت" ويقولون1:
إذا اغُبرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شَمالاً
أضمرَ الريح ولم يجرِ لها ذكر.
ويكنى عن الشيئين والثالثة بكناية الواحد. فيقولون: "هو أنْتَنُ الناس وأخْبَثُه" وهذا لا يكون إلا فيما يقال هو أفعل، قال الشاعر2:
شَرُّ يومَيها وأشقاهُ لها ... رَكِبتْ عَنزٌ بِحمْلٍ جَملا
ولم يقل: "أشقاهما".
وتكون الكناية متصلة باسم وهي لغيره، كقوله جلّ ثناؤه: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [3] -فهذا آدم عليه السلام- ثم قال: {جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً} [4] فهذا لِوَلده لأن آدم لم يُخلق من نُطفة. ومن هذا الباب قوله جلّ ثناؤه: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [5] قيل: إنها نزلت في ابن حُذَافَة حين قال للنبي -صلى الله عليه وسلم: من أبي? فقال: "حُذافة". وكان يَسبُّ به فساءه ذلك، فنزلت: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} . وقيل: نزلت في الحج حين قال القائل: أفي كلّ عام مرةً? ثم قال: {وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا} [6] يريد أن تسألوا عن أشياء أُخرَ من أمر دينكم ودنياكم بكم إلى علمها حاجة تبد لكم ثم قال: {قَدْ سَأَلَهَا} [7] فهذه الهاء من غير الكنايتين لأن معناها: قد طلبها، والسؤال ها هنا طلب، وذلك كقول

1 الأزهية: 62، ونسبته إلى كعب بن زهير، وليس في ديوانه. وفي الحماسة الشجرية: 1/ 309 ونسبته إلى جنوب بنت عجلان، وخزانة الأدب: 1/ 384 وصدره:
لقد علم الضيف والمرملون
2 التنبيه والإيضاح: 2/ 246 وفيه أغواه لها، وبحدج جملا، والبيت في المستقصى: 2/ 130. ولعنز اليمامة في تاج العروس: مادة "عنز"، ولبعض شعراء جديس في التاج أيضًا: مادة "عنز".
[3] سورة "المؤمنون"، الآية: 12.
[4] سورة "المؤمنون"، الآية: 13.
[5] سورة المائدة، الآية: 101.
[6] سورة المائدة، الآية: 101.
[7] سورة المائدة، الآية: 102.
نام کتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها نویسنده : ابن فارس    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست