نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 10
أيكفي هذا القدر الذي تعكسه اللغة من "الظروف الاجتماعية" لحياة الشعوب -وكذلك الحال بالنسبة للظروف التاريخية- لنقول بأن اللغة اجتماعية؟ نحن لا نظن ذلك.
لا تكون اللغة اجتماعية حقا في نظرنا إلا إذا كانت من خلق المجتمع، وإلا إذا كانت نظاما ملتصقا بالمجتمع. يقول الأستاذ فندريس: "في أحضان المجتمع تكونت اللغة ... فاللغة وهي الحقيقة الاجتماعية بأوفى المعاني، تنتج من الاحتكاكات الاجتماعية، هذه هي أم المسائل: فما نصيب المجتمع، بوصفه مجتمعا في تكوين اللغة وتقدمها؟
يعترف الأستاذ فندريس بأن في تكوين اللغة عملية سيكولوجية "في نقطة البدء" وأنه "لم يتأت لكائنين بشريين أن يخلقا لغة فيما بينهما إلا إذا كان مهيأين مقدما لهذا العمل"، يقول إن اللغة تنشب جذورها في أقصى أعماق الشعور الفردي، ومن هنا تستمد قوتها لتتفتح على شفاه بني الإنسان، وإذن فإن كان يريد بهذا الاهتمام بأثر المجتمع الذي يبديه في كثير من الفقرات، أنه يبين فحسب مقدار المعونة التي لقيتها المنظمة الاجتماعية في تلك الوسيلة للتفاهم بين البشر، وكيف أدى التوفيق بين المواهب الإنسانية والحاجات الاجتماعية إلى تقدم المجتمع واللغة على السواء، إذا كان ذلك ما يرمي إليه، فإنه لا يسعنا إلا أن نتفق معه.
الواقع أن المجتمع استعمل اللغة. وقد استعمل شيئا من الضغط -ولا نقول من القسر[1]- في سبيل جعلها مناسبة من الوجهة العملية وفي سبيل استكمالها. بل لقد ساعد بشتى الطرق على جعلها من نظمه إذ يجب علينا أن نميز بين النظم الرئيسية والمؤسسات الثانوية[2] ولكنا نرى أن اللغة في الأصل عامل [1] انظر مثلا ما يقول الأستاذ موس Mauss في مجلة L' annee ociol. مجلد 4 ص141 من أن "اللغة إلزامية لجميع الأفراد الذين تتكون منهم جماعة، فيمكن القول بأنها توجد خارج الأفراد". وما يقوله الأستاذ مييه في مجلد 9 ص2 من أن خصائص الخروج عن الفرد والقدرة على الكتب التي يحدد بها دركهيم الحقيقة الاجتماعية ... تدل عليها اللغة أوضح دلالة". [2] انظر La synthese en Histoire ص133.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 10