نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 11
من عوامل المجتمع وليست من منتجاته. فاللغة ومعها اليد قد مكنت للمجتمع التوسع الذي هو عليه الآن وأن ما فيه من الترابط يبلغ من درجات الإحكام قدر ما يبلغ فيه التخالف من عظم، وهذا التخالف نفسه تساعد عليه اللغة كما تساعد عليه اليد.
ولكن الأستاذ فندريس لا يجعل دور المجتمع مقصورا على الإثارة. فبعد أن يقول: "لا وجود للغة خارج من يفكرون ومن يتكلمون. فهي تنشب جذورها في أقصى أعماق الشعور الفردي، لا يلبث أن يقول: "ولكن الشعور الفردي ليس إلا عنصرا من عناصر الشعور الجماعي الذي يفرض قانونه على كل فرد" فيؤخذ من كثير من فقراته أن اللغة بوصفها أداة الفكر وآلة العقل من خلق المجتمع حقا. "يعزو إميل دركهيم وجود الكليات إلى نوع من الضرورة تقف بالنسبة للحياة العقلية موقف الالتزام الأخلاقي من الإرادة: يعني أن الكليات اجتماعية الأصل وتتوقف على المجتمع" فالأستاذ فندريس يقبل هذه الفكرة من أفكار المدرسة الدركهمية التي يوضحها الأستاذ ليفي بريل Levy-Bruhl في كتابه: "Les fouctions mentales dans les soietes inferieures" "الوظائف العقلية في الجماعات البدائية". فها نحن أولاء في صميم مسألة ذات أهمية جوهرية بالنسبة للتفسير التاريخي، وهي دور المجتمع في تكوين المنطق.
نحن نرى من جانبنا أن الفكر يستمر بالحياة، وأن التفكير العملي وهو شعوري إلى حد ما، يسبق التفكير النظري، وأن اللغة، وهي التي تدعم التفكير العملي وتسمح وحدها بتقدم التفكير النظري، تعبر أساسا عن الطبيعة البشرية. فالإنسان بوصفه إنسانا هو خالق المنطق العقلي والمنطق العملي. فاللغة والتفكير، وكلاهما مرتبط بالآخر تمام الارتباط، إنما يترجمان عنه حين يصنف الأشياء ويقرر ما بينها من روابط. ولا يمكن أن يكون المجتمع هو الذي خلق الكليات المنطقية "CATEGORIES LOGIQUES". فالمجتمع له حاجاته ولكنه لا يفكر إذا كان في اللغة اطرادات ذات أهمية مختلفة عن أهمية الاطرادات التي تنشأ عن الرواية وعن
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 11