نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 12
الظروف المحيطة وعن المحاكاة، فإنها ترجع إلى الوحدات الأساسية التي تتصف بها الحياة التصورية عند جميع البشر[1].
تكلمنا في التصدير الذي قدمنا به للمجلد الثاني عن نصيب اليد في التطور النفساني، فالتقدم التدريجي في استعمال اليد استعمالا ينطوي على الذكاء يقابل تقدما مثله في التكوين النفساني وفي درجة الوضوح الداخلي. لم تساعد اليد باختلاف عملها على تيسير التعاون بين أفراد البشر فحسب: بل ساهمت بقسط وافر في معرفة العالم الخارجي. لأن المعرفة العملية المحضة المؤسسة على المنفعة والتي هي وليدة الميل معاصرة للحياة، والتهيئة ما هي إلا المعرفة. وهناك معرفة الواقع المجسم في كل تكوين عضوي، وهناك ميكانيكا وفيزيقا بالفعل في كل ممارسة للجهود العضلية "فقانون السببية قبل أن يدرك كان يحس به شيئا فشيئا، وذلك باتساع نطاق النشاط الإنساني في عالم يحكمه هذا القانون ويكون الإنسان جزءا منه، مكملا له".
وليس معنى ذلك أن موهبة التجريد والتعميم لا تستيقظ إلا مع اللغة، فبدون اللغة يقوم الانتباه والذاكرة بدورهما تحت تأثير الميل. والإنسان الفطري "الخام" Homo alalus كالحيوان يستخلص إدراكات شتى من الأحاسيس المختلطة التي لا تحصى. وهذه الإدراكات تنتج عن نوعها من الاختيار "فالذي يكون له أهمية عملية" من بين هذه الإحساسات "هو الذي يحض بالعناية"[2] وهو الذي يستثير الانتباه. هذا إلى أن الذاكرة تنمي الانطباعات التي تستقبلها بتلك [1] انظر الخواطر القيمة التي نشرها د. بارودي D. parodi في مجلة الجمعية الفلسفية الفرنسية فبراير ومارس عام 1914 صفحة 90-91. [2] ابنجهاوس precis de psychologie: Ebbinghaus ص159، وقارن ريبو في المرجع السابق الذكر ص9.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 12