responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 13
التصورات التي تستقيها من الاختبارات السابقة. وبذلك تنفصل من الأشياء بعض السمات البارزة، تلك السمات المشتركة بين مجموعة من الأشياء[1]. وفي هذه الحياة التصويرية الأولى تلك الحياة الفردية الخاضعة للمصلحة، تتكون بعض الصور النوعية وتصير آلات عملية كالآلات المادية تماما، آلات تعمل على جعل الأشياء ملكا للشعور ومسودة له, وهي النواة المتواضعة للمعرفة النظرية.
اللغة، وهي في مبدأ أمرها انفعالية وفاعلة ثم تأليفية، كلما تنوعت لتقوى على تمييز الأشياء والصفات والحالات وكلما زادت مرونة بالتعبير عن علاقات العالم الواقعي المتنوعة أشد التنوع بكلمات قد جردت من معناها الحقيقي لتتخذ قيمة الأدوات النحوية، تلك القيمة التجريدية العامة، نقول كلما تقدمت اللغة في هذا المضمار، صارت قوة لا تبارى، وأمكنها أن تدير الملكة التي تميز الشبيه من المخالف، والتي من بعد ذلك تجرد وتعمم، تلك الملكة اللاصقة بالحياة لصوق الحاسة التي تميز بها رائحة الطيب من الخبيث، واللغة على هذا النحو تمكننا من "الاستيلاء على الأشياء أنفذ وأشمل من ذي قبل".
الإنسان لم يكن "الإنسان المفكر" "Home sapiens" لأنه "الإنسان العامل" "Homo faber" فحسب، بل أكثر من ذلك لأنه "الإنسان الناطق" "HOMO LOQUENS" ويظهر أن تطور اللغة كان يقتفي عن كثب أثر تطورات الآلات المصنوعة. ويرى الأستاذ بول M. Boule أن الإنسان الهيدلبرجي" "Homo heidelbergensis" كان الحلقة الوسطى بين الإنسان الذي يتكلم والحيوانات التي تصيح، أما "الإنسان النيندرثالي" Homo neanderthalensis فيظهر أنه كان يملك مبادئ فكرية من اللغة الملفوظة[2].
ولكنا لسنا في حاجة إلى القول بأن الانتقال من الصورة النوعية إلى الإدراك المحض كان متناهيا في البطء فالكلمة في بادئ الأمر كانت "ضئيلة الشأن" ثم

[1] أحدث ما أخرج في سيكولوجية الانتباه يبرز دور الهياكل العامة أو الصور المخلخلة التي تتميز بخضائصها الفردية البحتة وبعدم قابليتها للتألف أصلا. انظر ريفودلون Revault d' Allonnes في بحثه "الصور العليا للانتباه" في مجلة علم النفس ص232.
[2] بول. Les Hommes Fossiles: Boule ص154 و237.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست