نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 281
الناس إلا تلميحا. ولما كان يتحتم عليهم دائما أن يجدوا كلمات للأشياء كلما دعت إلى ذلك فرصة، فإنهم يضطرون إلى تجديد المفردات.
وقد عدل الأطباء منذ حين عن استعمال كلمة "عملية" operation التي صيرها الاستعمال قاسية مخوفة. لا يسمعها المريض حتى يتصور الآلات المرعبة والملابس الملوثة بالدماء والجسم وقد طواه الألم طيا. فكلمة operation "عملية" ضحية الصور التي تثيرها. لذلك يسود الميل إلى الاستعاضة عنها بكلمة intervention "تدخل" لأنها أنضر جدة منهان وأكثر تحفظا وأشد غموضا أيضا، لا يهلع لسماعها قلب المريض. والكناية euphemisme ليست إلا صورة مهذبة متحضرة مما يسمى تحريم المفردات "انظر ص237". فكثيرا ما يقع لدى المتوحشين أن يكون لبعض الألفاظ طابع من السرية والخفاء يمنع بعض الأفراد من استعمالها. ولكن ليس في لغاتنا الأوربية شيء من هذا التحريم. فقد قضت المدنية على تلك البقايا المتبربرة. غير أننا إذا رجعنا إلى تاريخ أكثر اللغات مدنية، وجدنا حواث من هذا التحريم لا تقل صراحة عما عند الأمم المتوحشة[1].
تعد الجهة اليسرى عند كثير من الشعوب جهة السحر، جهة القوى الخفية التي لا يحسن إيقاظها. لذلك كثيرا ما قضى بالتحريم على اسم اليسار وكانت نتيجة هذا التحريم الإضطرار إلى استعمال العبارات الملفوفة والاستعارات للتعبير عن اليسار. فإن كان العدد الأكبر من اللغات الهندية الأوربية قد احتفظت لذلك بكلمة واحدة للدلالة على اليمين، فإنها تستعمل للدلالة على اليسار كلمات متنوعة، لا تستعمل الكلمة منها في غالب الأحيان في أكثر من لغة واحدة أو لغتين، وهي حتى في هذه اللغات نفسها قد تعرضت بدورها للأقصاء والاستبدال. [1] مييه: Quelques hypotheses sur les interdictions de vocabulaire dans les langues indo-europopeems "عام 1906".
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 281