نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 280
الاجتماعية. فالأسباب الاجتماعية واضحة جدا في تغير الكلمات مراعاة للياقة[1]. إذ ليس من اللائق أن يتكلم في أحد المجتمعات عن أفعال معروفة بالفظاظة أو بأنها مما يجرح الحياء، وتستبعد الألفاظ التي تعبر عنها من بين المفردات التي يستعملها الأشخاص المهذبون. فللتعبير عن هذه الأفعال عبارات متنوعة تبقى مستعملة حتى تصير بدورها خشنة وجارحة للأذن. لذلك لم نستبق نحن كلمة واحدة من مشتقات الفعل اللاتيني mingere "يبول"، والفعل pisser الذي استعضنا به عن السابق لم يعد هو الآخر يستعمل في مجتمع راق، بل يستعاض عنه بالفعل uriner الذي هو أقل منه خشونة. ولم ينج الفعل vomir "يقيء" من الضياع إلا ما له من صفة طيبة، ولكنه تعبير خشن ويستعاض عنه بأبدال مثل: rejeter وrendre وs'expliquer إلخ. والألمانية أيضا تستعيض عن ausbrechen بـsich uber-geben.
والذي يقطع بكون الكلمة لائقة أو غير لائقة إنما هو العرف. واللفظ بذاته يختلف حاله في إقليم عنه في الآخر. فكلمة pissoir "مكان البول" في الألمانية أقل منها جرحا للأذن في الفرنسية. لأن استعارة كلمة من الخارج تخفف من افتضاح الشيء الذي يعبر بها عنه، فهي تلعب دور الكناية. وهناك أفكار يعبر عنها غالبا بالكناية، ومنها فكرة الموت، فبدلا من mourir "يموت" تقول الفرنسية perir "يفنى"، passer "يمر", trepasser "يعبر" deceder, "معناها الأصلي "يذهب"" s'endormir "ينام" rendre son ame a Dieu "يرد روحه إلى الله"، إلخ؛ أو تستعمل فقط partir أو s'en aller "ينطلق" وكان يقال في القوطية usqiman، ويقال في الألمانية vergehen وerblassen وverbleichen. هذه العبارات المخففة تصور شبح الموت في صورة أقل إيلاما.
عدد الكلمات الجارحة وطبيعتها يختلفان باختلاف البيئات والعهود. فيزداد عددها بالطبع في عصر الرقة حيث يصطبغ المجتمع بالصبغة التي تضفيها عليه النساء. ويصل الحال إلى التضييق من دائرة المفردات شيئا فشيئا، حتى لا يتكلم [1] انظر هـ. شلتس H. Schulz، رقم 36، مجلد 1، ص129-173.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 280