responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 36
تسمح له باستعمالها. فلم يتأت لكائنين بشريين أن يخلقا لغة فيما بينهما إلا لأنهما كانا ممهدين لهذا العمل. فحال اللغة حال جميع المخترعات البشرية. كثيرا ما احتدم الجدل حول معرفة ما إذا كانت اللغة الإنسانية واحدة الأصل أم متعددة وهذه مسألة لا طائل من ورائها. ففي اليوم الذي يضيف تقدم الذكاء الإنساني درجة جديدة من الكمال، يحدث الكشف الجديد من ذاته وفي بقاع متعددة في نفس الوقت. فهو منتشر في الهواء كما يقول العلماء ويشعر الإنسان بمجيئه كما يتوقع وقد أقبل الخريف سقوط الفواكه الناضجة في أحد البساتين.
من الوجهة النفسية، ينحصر الفعل اللغوي الأساسي في إعطاء قيمة رمزية للعلاقة. هذه العملية النفسية تميز لغة الإنسان من لغة الحيوان[1] فمن الزيف أن يقال في المقارنة بين تلك وهذه بأن الثانية لغة طبيعية في حين أن الأولى لغة صناعية توافقية. لغة الإنسان ليست أقل طبيعية من لغة الحيوان، ولكنها من درجة أعلى من حيث إن الإنسان، وقد أعطى للعلامات قيمة موضوعية، جعل هذه القيمة تتنوع بالموافقة إلى ما لا نهاية. الفرق بين لغة الإنسان ولغة الحيوان مستقر في تقويم طبيعة العلامة[2]. والكلب والقرد والطائر تتفاهم مع بنات جنسها، فإن لها صيحات وحركات وأغاني تقابل حالات نفسانية خاصة من الفرح والرعب والرغبة والشهية، بعض هذه الصيحات تلتئم مع بعض حاجات خاصة إلتئاما يكاد يمكن من ترجمتها في جملة من لغة الإنسان، ومع ذلك فإن فصائل الحيوان لا تصدر جهلا[3]؛ لأنها عاجزة عن تنويع عناصر صيحاتها، مهما بلغت هذه الصيحات

[1] Steinthal رقم 207، ص324-358؛ R. M. Heyer رقم 30 مجلد 12 ص307.
[2] هذا الرأي قد أوضحه بوسويه إيضاحا تاما، إذ يقول: "يمكن أن تتأثر لغات الحيوان بالصوت باعتباره هواء مدفوعا مثارا، لا باعتبار أنه دال بنظامه على ذلك الذي يسمي كلما وسماعا بمعنى الكلمة". "المنطق ج1، 24"، وقارن Traite de la connaissance de Dieu et de soi-meme فصل 5 الفقرة 5: "أما أن يقرع الصوت أو الكلم الأذن ثم المخ من حيث إنه يثير الهواء، فهذا شيء، وشيء آخر هو أن ينظر إليه على أنه علامة اتفق الناس عليها، وأن يتذكر بواسطته الأشياء التي يدل عليها. هذه الناحية الأخيرة هي التي تسمى سماع اللغة، وليس منها أي أثر عند الحيوان".
[3] pseudo-langage: L. Boutan بوردو 1913, "Actes de la societek linneenne de Bordeaux"، وقارن مييه رقم 4 مجلد 18ص177.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست