نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 37
من التعقيد، على نحو ما ننوع نحن كلماتنا التي تكون في الجملة عناصر استعاضة. أما بالنسبة لها فإن الجملة لا تتميز عن الكلمة ولكن هناك ما هو أهم من ذلك: فهذه الكلمة نفسها صيحة أكانت أم إشارة، كما يحلولنا أن نسميها، ليست لها قيمة موضوعية. ومن ثم لم تسكن موضوعا للموافقة، وينجم عن ذلك أن لغة الحيوان ليست قابلة للانقلاب ولا للتقدم، وليس هناك ما يدل على أن صرخة الحيوان كانت في الماضي تختلف عما هي عليه اليوم. فالطائر الذي يدفع بصيحة ينادي بها اليد التي تحمل له ورقة من الخس، لا يشعر بصيحته على أنها علامة[1]. ولغة الحيوان تستتبع نوعا من التلازم بين العلامة والشيء المدلول عليه بها. وينبغي للتخلص من هذا التلازم وحتى تأخذ العلامة قيمة مستقلة عن الشيء أن تكون هناك عملية نفسية، هذه العملية النفسية هي نقطة البدء في لغة الإنسان. كان على مسائل الأنثروبولوجيا أن تنير لنا بعض ما غمض علينا من لغز التطور النفسي في الإنسان فهذا العلم يقرر أن جماجم سكان الكهوف من البشر تشبه جماجم القرود العليا. في الجمجمة التي عثر عليها في "La Chapelle aux-Saints", نرى أن المكان المخصص للتلافيف التي يقرر أنها مركز الكلام ضئيل غاية الضآلة. وإذن يجوز أن يفترض أن نشوء الكلام قام على تطور طبيعي للمخ الإنساني. مثل هذا الفرض لا يلزمنا أن نسلم دون تحفظ بنظرية بروكا Broca المشهورة في تحديد المراكز المخية[2]. فمن المعروف أن هذه النظرية قد فقدت الكثير من سلطانها القديم، بل أن بعض الحوادث الحديثة قد رأت أن تطعنها في الصميم. ولكن الذي يمكن أن يؤخذ عليها بوجه خاص أنها تبالغ في تبسيط مسألة في غاية من التعقيد. فبروكا، عندما يعين مركز الكلام في التلفيف الثالث من ناحية الجبهة [1] في لغة الطير، انظر الملاحظات القيمة التي كتبها الأستاذ بريال في Revue des revues مجلد 33 عام 1900 ص629-632 "وأعيد نشرها في رقم 4 مجلد 11 ص110-115". [2] عن هذه المسألة، انظر العرض الإجمالي الممتع الذي نشره Dagnan-Bouveret رقم 10 مجلد 16 عام 1908 ص466 وما يليها وراجع أيضا أعمال الدكتور ب. ماري P. Marie وكتاب الدكتور F. Moutier: L'aphasie de Broca باريس 1908
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 37