responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 38
اليسارية لا يقرر إلا شيئا تقريبيا بعيدا كل البعد عن الدقة، وبوجه خاص عندما يقول بأن المخ يحتوي على مناطق كبري متميزة تقابل مناطق العقل الكبرى، يخدع نفسه فيما يخص الروابط التي بين اللغة والتفكير. من الزيف أن نتصور أن المخ قد بني على مثال النحو وأنه قد قسم إلى أقسام لكل جزء من أجزاء الكلام قسم منها فجملة الحقائق اللغوية موزعة في المخ، على طريقة أكثر حرية، وأكثر اتساعا مما افترض بروكا. أغلب الظن أن حوادث تعطل الكلام من ناحية الحركة، تلك الحوادث التي ترتكز عليها نظرية بروكا، ترجع عادة إلى خلل موضعي، أما تعطل الكلام من ناحية الحس كما عرفه فرنكه wernicke يفترض غالبا نقصا عقليا عاما، ومنه جهة أخرى غالبا ما يحصل في مثل تلك الحال ظاهرة تعويضية حيث تقوم مراكز مجاورة بوظيفة المراكز التي أصيبت بالخلل. وأخيرا فإن الطبقات الغلافية مرتبة على نحو ما يؤدي إلى أن أي خلل يمكن أن يحدث اضطرابات مختلفة حتى ولو كان في تلفيفة الجبهة اليسري، وذلك على حسب النقطة التي يصيبها الخلل من التلفيف[1]. وبالاختصار، إذا كانت محلية الكلام لا ينازع فيها من حيث المبدأ فإن تفاصيل التحديد في حاجة إلى إعادة النظر فيها من جديد.
إذن يجب الحذر في تفسير المسائل التي تقدمها لنا أنثروبولوجية ما قبل التاريخ فإننا إذا أخذناها على شكل ضيق وأخذنا نقيس جمجمة إنسان المغاور على نحو ما نقيس جمجمة واحد من المعاصرين، تعرضنا لاستنتاج أن صاحب الجمجمة الأولى كان فاقدا للكلام. ومن اليقين أن ذلك يتقهقر بمبدأ تطور اللغة والإنسانية إلى أمد بعيد. ولكن الذي لا شك فيه أن مخ رجل المغاور كان أقل استعدادا للنشاط اللغوي من مخنا.
عند هذا السلف البعيد الذي لم يكن مخه صالحا للتفكير بدأت اللغة بصفة انفعالية محضة. ولعلها كانت في الأصل مجرد غناء ينظم بوزنه حركة المشي أو العمل اليدوي[2] أو صيحة كصيحة الحيوان تعبر عن الألم أو الفرح وتكشف عن

[1] WUNDT رقم 223 مجلد 1 ص494.
[2] ARBEIT UND RHYTHMUS:K. BUCHER الطبعة الثالثة ليبرج 1912.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست