responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 428
التي عملت التقاليد على إبقائها[1]. كذلك الهولندية التي يتكلمها البوير قد سبقت هولندية هولندا في طريق التطور[2].
اللغات التي لا تتنقل تعد لغات محافظة على وجه العموم, إذ إن اللغات التي لا تتكلم إلا في مساحة محكمة الحدودة بعيدة عن ملتقى طرق المواصلات الكبرى -التي تختلط فيها الأجناس- ذات طابع حوشي بين في غالب الأحيان. فاللتوانية أكثر اللغات الهندية الأوربية حوشية، لأنها لغة قوم زراعيين يقطنون إقليم غابات فقير، في معزل عن الأقطار الأوربية الكبيرة. وأصلح الأماكن للمحافظة على سلامة اللغة هي الأقاليم الجبلية وأطراف أشباه الجزر حيث يضؤل التأثير الخارجي. ومن ثم احتفظت البسكية بطابعها لانحصارها بين وديان البرينيه، وكذلك البريتانية لتحصنها وراء المحيط.
يؤثر المسكن أيضا على تطور اللغات. فإذا كان السكان مخلخلين متفرقين، فإن هذا التبدد يساعد على الانقسام إلى لهجات. وإذا كان السكان يعيشون متجمعين في محلات ومدن، فإن هذا النوع من الحياة يساعد على خلق اللغات المشتركة التي ليست في واقع الأمر إلا منزلة وسطى بين لغات الطبقات الاجتماعية المختلفة التي تضمها المحلة أو المدينة. ومن ذلك نرى أن التأثير الاجتماعي لا يعوق تطور اللغة أو يعجل به فحسب، بل أيضا يعين اتجاه هذا التطور ومداه. وكل ما قلناه فيما سبق عن أحوال اللغات المشتركة واللهجات واللغات الخاصة يصلح تمثيلا لهذا المبدأ العام.
وتوجه العوامل الاجتماعية نشاطنا العقلي أيضا. فتاريخ اللغات حين يشمل فترة طويلة من الزمن، يسمح لنا بأن نتبين بعض تأثير التطور الاجتماعي على عقلية البشر, وقد لاحظنا مثلا اتجاه اللغات العام نحو التخلص من الخصائص الغيبية لتسير في سبيل العقلية ونحو نبذ التعبير عن الأفكار المشخصة لترقي صعدا في معارج التجريد, ونحو اللغات الهندية الأوربية في أقدم صورها أكثر ذاتية

[1] جدس Geddes؛ Study of a Candian French dialectونقل عنه Meyer Lubke في Germ-rom - Monatschrift مجلد 1، ص133.
[2] هـ. ميير H. meyer؛ Die Sprache der Buren، جوتنجن "1901".
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست