responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 430
المدن الإغريقية، لغة العنصر الذي يعد أكثر العناصر نشاطا وذكاء وحيوية ففي المستعمرات بدأت عوامل الحضارة في الازدهار، وكان الأدب في مقدمة هذه العوامل, وعلى هذا، فالاحتفاظ بالمثنى يبدو كما لو كان دليلا على حضارة متأخرة، واختفاؤه على العكس من ذلك يدل على تقدم الحضارة.
ولكن ينبغي لنا ألا نبالغ في أهمية المثل الذي استعرناه من اللغة الإغريقية، لأن هناك أسبابا أخرى، لغوية خالصة، تفسر بدورها أن المثنى قد اختفى في المستعمرات قبل أن يختفي في العواصم "انظر ص364". ولكن المثل الذي ضربناه باللغة الإغريقية ليس مقصورا عليها، إن تاريخ معظم اللغات ليؤيده، وحتى تلك اللغات التي لا تنضوي تحت لواء المجموعة الهندية الأوربية. ونفس بدعة حذف المثنى تراعى أيضا في اللغات السامية والفينية الأجرية. فاللغات التي تعد من أقدم اللغات السامية تقدما. لغات الحضارة القديمة كالآشورية والعبرية والآرامية والحبشية، لم تعد تستعمل المثنى إلا في بعض كلمات ذات دلالة مزدوجة، أما اللغة العربية -التي كانت حتى القرن السابع الميلادي لغة بدو ذوي حظ يسير من الحضارة- فقد احتفظت بالمثنى في الاسم والضمير والفعل، ويمكننا أن نقول أيضا: إن درجة الحضارة تحدد درجة الاحتفاظ بالمثنى في تاريخ اللغة العربية. وفي المجموعة الفنية الأجرية، نرى أن اللهجتين اللتين احتفظتا بالمثنى هما أقل اللهجات تطورا وهما اللهجتان الفوجولية والأستياكية، ولم نعد نعثر للمثنى على أثر لا في الهنغارية ولا في الفنلندية, وإذا هبطنا درجات في سلم الحضارات، وجدنا لغات تستعمل المثلث، كما هو الحال في لغات بعض الشعوب الأمريكية أو الأسترالية[1].
ومما لا يحتاج إلى تنبيه أننا حين ندرس هنا العمليات النفسية التي تعد العدة للغة، فإننا نغض النظر عن الظروف النحوية التي تتكون فيها اللغة لأنهما شيئان تجب العناية بالتفرقة بينهما. إن ضعف التشخيص لا يحول دون التعقيد النحوي, وليست هناك أية صلة تقام بين طبيعة أطوار النفس وبين العدد أو بين ما في الفصائل النحوية من تعقيد. فالفصائل النحوية تعتمد قبل كل شيء على

[1] رقم 88، ص157.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست