responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 432
الفصائل المشخصة إذا غابت؛ وهو يقضي على كل ما هو قطعي ومنطقي في جملنا بإساءة نطقها وتفكيك أوصالها.
لا ينبغي لنا أن نعجب حين نرى لغة غير المتحضرين تفيض بالمصطلحات المشخصة التي يذهلنا ما فيها من تنوع وتحديد, وهي حالة نجدها في كل اللغات الريفية. لقد شوهد ذلك في اللغة الليتوانية، حيث ألفت قصة بأسماء أصوات متتابعة[1], ونستطيع أن نجد ذلك أيضا في رطانات الريف الفرنسي فلنوازن بين قصة تؤلف بالرطانة الريفية الخالصة وبين خطاب يلقيه في مدرسة المناطقة أحد كتابنا السياسيين ممن عاشوا في القرن الثامن عشر, فالقصة تفيض بالمشخصات، وهي مفككة، ممجوجة لا منطق فيها إلا أنها رغم هذا كله جد معبرة. أما الخطاب فينطوي على تتابع عبارات مجردة وعامة، متسلسلة كما لو كانت قضية منطقية. هذا ضربان من اللغة يمثلان ضربين من التفكير, ويجب ألا نطرب من فكرة أن لغاتنا الكبرى ذات الحضارة قد خلت تماما من كل تصوف, إذ ليس هذا إلا في الظاهر فحسب؛ لأن عنصر التصوف ليس في اللغة وإنما في الفكر, أو على الأصح فإنه إذا وجد في اللغة فقد وجد من قبل في الفكر, ومع ذلك، فلسنا في حاجة كبيرة إلى البحث طويلا في لغة الأميين من عشيرتنا لنرى عنصر التصوف يظهر أمامنا في خير مستقر له, فسلطان الاسم وخلق قصص أسماء الأعلام واستعمال الصيغ والرقى السحرية، ومنع استعمال المفردات في "فلكلور" ريفنا، أيعد هذا كله شيئا آخر غير عقلية المتخلفين عن الحضارة وقد تفتحت في لغة المتحضرين؟
ولكن بعد هذا كله, لو أننا تصورنا طوفانا سياسيا أو اجتماعيا قد اكتسح الحواجز الموجودة اليوم بين المجموعات البشرية وخلط ممثلي الطبقات والجنسيات والأجناس المختلفة بعضهم ببعض، وقضي على حضارتنا القديمة واستبدل بها حضارة جديدة تقوم على أسس أخرى، لو صح هذا كله ألا تكون اللغة أول

[1] Schallnachahmungen und Schallyerba im Litauischen: Liskien رقم 30 مجلد 13، ص167.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست