responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة وعلم اللغة نویسنده : جون ليونز    جلد : 1  صفحه : 56
ولسنا في حاجة -فيما نحن بصدده- لرسم مميز بين المذهب التجريبي والمذهب الوضعي فالأول له تاريخ أطول وهو أرحب مجالا باعتباره موقفا فلسفيا، لكنهما صهران طبيعيان مرتبطان ارتباطا وثيقا بكل ما يعنينا هنا، ويعتمد المذهب الوضعي على المميز بين ما يسمى بالمعلومة الوضعية للتجربة والتأمل الواقع وراء نطاق الخبرة بأنواعها المختلفة، ويتجه المذهب الوضعي إلى أن يكون علمانيا مجافيا لما وراء الطبيعة من حيث النظرة، ويستبعد أي احتكام للكينونات اللافيزيائية، وقد كان هدف المناطقة من أتباع المذهب الوضعي في دائرة فينا إنتاج نظام مفرد للعلم الموحد تتمثل فيه الكتلة الكلية للمعرفة الوضعية وهي في نهاية المطاف مثل مجموعة من القضايا المصوغة صياغة دقيقة.
وقد تخلى في الوقت الحاضر مبدأ التحقيق والإثبات "على الرغم من أنه يلعب دوره في صياغة نظرية الحقيقة المشروطة للمعنى "انظر 5 - 1"" ويجوز مبدأ الردية "reductionism" قبولا أقل بكثير -بصفة عامة- من قبل العلماء والفلاسفة عما كان الأمر عليه عندما كتب بلومفيلد كتابه الأساسي المشهور في علم اللغة عام 1933، وذكر بلومفيلد في هذه النقطة لأنه ولا عجب ألزم نفسه بشدة بالمذهبين التجريبي والوضعي، وهو ما يتضح بشكل حقيقي بينما يذهب التجريديون إلى أن التجربة مصدر العلم ويشبهون العقل قبل التجربة بصفحة بيضاء وقد يسمى هذا المذهب بمذهب الحسين وثمة مذهب ثالث هو مذهب النقديين الذين يحاولون التوفيق بين الدعوى المتعارضة التي يدعيها أصحاب المذهبين الآخرين ويمكن القول بأن الفارق بين المذهب العقلي والمذهب التجريي أن أتباع المذهب الثاني يرفضون أفكار أتباع المذهب الأول رفضا تاما, بينما لا ينكر أتباع المذهب الأول إلا أن يكون هناك علم ضروري صادق مصدره التجربة وحدها فالعقل له القدرة على ابتداع المعاني والتصورات وللتأليف بينها بفطرته ويطبع العلم الإنساني برمته بطابع الصدق والحمق.

نام کتاب : اللغة وعلم اللغة نویسنده : جون ليونز    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست