نام کتاب : اللغة وعلم اللغة نویسنده : جون ليونز جلد : 1 صفحه : 57
إلى حد بعيد في الفصل الثاني من كتابه، وقد ارتبط -في الواقع- ارتباطا وثيقة بحركة وحدة المعرفة، وأقرت كلية مبدأ الردية الأمر الذي جعله أكثر من أي شخص آخر بالنسبة لعلم اللغة -وبصفة خاصة في أمريكا- مثالا للعلمية الحقيقية، ومن ثم يوجد ميراث للمذهبين التجريبي والوضعي في علم اللغة يمكن بيانه تاريخيا.
ولم يعد مبدأ الردية المذهب الوضعي بصفة أعم مثيرا لمعظم العلماء كما كان الأمر يوما ما، ومما هو مقبول اليوم على نطاق واسع أنه ليس هناك ما يعد منهجا علميا واحدًا يمكن تطبيقه في كل المجالات، وأنه لا يسمح بوجود مداخل متنوعة باعتبارها مسألة ضرورة قصيرة الأمد في فروع المعرفة المختلفة فحسب ولكن قد يكون ذلك مبررا لمدة طويلة أيضا بسبب الاختلافات الخاصة بموضوعات البحث التي لا يمكن اختزالها، وقد عبر بعض فلاسفة العلم عن شكوكهم حول منهاج أتباع المذهب الوضعي بصدد تفسير العمليات العقلية بواسطة المناهج والتصورات المميزة للعلوم الطبيعية وذلك منذ القرن السابع عشر أيام ديكارت وهوبز، وكثير من علم النفس وعلم الاجتماع في القرن العشرين ومثله الكثير مما يدخل في علم اللغة في القرن العشرين يتصف بالوضعية، غير أن -فروع المعرفة الثلاثة كلها وبصورة أكثر وضوحا علم اللغة- دخلت فيها الوضعية حديثا تحت وطأة اعتبارها عقيمة وغير قادرة على أداء مهامها.
قصارى القول إنه لم يعد هناك إجابة مرضية عما إذا كان فرع من فروع المعرفة يتصف بالعلمية أم لا يتصف بها حتى لو كانت الإجابة ممكنة عن طريق الرجوع إلى ما يعرف بالمنهج العلمي، وكل علم مؤسس بشكل جيد يستخدم أبنيته النظرية المميزة ومناهجه الخاصة به في الحصول على المعلومات وتفسيرها، وما أشرنا إليه في الفصل السابق كتصور -النظام اللغوي- يمكن أن يوصف
نام کتاب : اللغة وعلم اللغة نویسنده : جون ليونز جلد : 1 صفحه : 57