نام کتاب : اللغة وعلم اللغة نویسنده : جون ليونز جلد : 1 صفحه : 58
بطريقة أكثر علمية كبناء نظري، والقضايا التي يمكن أن تثار حول حقيقة هذه الأبنية تشبه إلى حد كبير تلك التي يمكن أن تثار حول الأبنية الموجودة في الطبيعة والكمياء الحيوية، ومع ذلك فمن الأفضل أن نتعرف على كل بناء نظري معروض من حيث ما يفي به فيما يتعلق بالمعلومات.
وكل ما قلناه عن المذهب التجريبي والمذهب الوضعي وعن المكانة الراهنة لما يعرف بالمنهج العلمي يميل إلى أن يكون حقيقيا وغير متنازع عليه، ولنتحول الآن إلى نقاط الاختلاف.
النقطة الأولى تتعلق بما تتضمنه فكرة بوبر الخاصة بالملاحظة التي تتصف بالنظرية المحملة، والخلاف حول استخدام مصطلح نظرية، وما يذكره بوبر مهجما له المميز الحاد الذي رسمه المناطقة أتباع المذهب الوضعي بين الملاحظة التي يلزم أن تكون محايدة نظريا وبنية النظرية التي يلزم أن تكون حالة من التعميم الاستقرائي، ولقد كان -بلا شك- على حق في تحديه حدة هذا المميز وعلى الأخص وجهة النظر التي تذهب إلى أن الملاحظة ومجموعة المعلومات يمكن -ويجب- أن تخطو خطوات إلى الأمام بصدد صياغة الفرضيات، وثمة قضية شائعة فاختيار المعلومات تحدده بعض الفرضيات التي يرغب العالم في اختيارها وليست القضية كيفية الوصول إليها، وحقيقية إن مفهوم أتباع المذهب الوضعي في عدم اختيارية الملاحظة ومجموعة المعلومات غير صحيح لا يعني عدم وجود فاصل -على الإطلاق- بين تصورات النظرية، وتصورات ما قبل النظرية، ومن التعامل السيئ لمصطلح نظرية أن ندرج تحتها كل الأفكار المكونة سلفا، والتوقعات التي يدنو بها المرء مما يمكن ملاحظته ويصنع اختياره، وسنتناول المميز بين تصورات النظرية وتصورات ما قبل النظرية في مواضع عديدة في الفصول الأخيرة، وسنفترض أن الملاحظة- رغم
نام کتاب : اللغة وعلم اللغة نویسنده : جون ليونز جلد : 1 صفحه : 58