نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 36
وعلى الرغم من أن مرسوم المصحف في هذه الآية: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [الزمر: 64] بنون واحدة، "فقد قرأها ابن عامر: تأمرونني أعبد، بنونين الأولى مفتوحة، ونافع بواحدة مخففة، والباقون بواحدة مشددة"[1].
3- إنّ وأنّ ولكنّ وكأنّ ولعل، مع نون الوقاية قبل ياء المتكلم، أو ضمير المتكلمين المنصوب.
يقول ابن هشام، وهو يتحدث عن نون الوقاية: إنها تلحق قبل ياء المتكلم المنتصبة بالحرف "نحو: إنني، وهي جائزة الحذف مع إن وأن ولكن وكأن، وغالبة الحذف مع لعل، وقليلته مع ليت"[2].
أما أن ذلك غالب في "لعل"؛ فلأن اللام تشبه النون في أنهما من الأصوات المائعة Liquida ومن أمثلة ذلك قول جميل بن معمر العذري:
فقالت لَعَنَّا يا جميل نبيعه ... وآجالنا من دون ذاك قريب3
وقول الفرزدق:
ألستم عائجين بنا لَعَنَّا ... نرى العرصات أو أثر الخيام4
وقد روى هذا البيت الأخير: "لَغَنَّا" بالغين المعجمة، على أنها لغة في "لعل" عن الأصمعي[5]. وقال ابن منظور: "ولَغَنَّ لغة في لعلّ. وبعض بني تميم يقولون: لغنك بمعنى: لعلك"[6] ثم ذكر بيت الفرزدق. [1] التيسير للداني 190 وهي في مصاحف الشام بنونين "المقنع 110". [2] مغني اللبيب 2/ 344.
3 ديوانه ص28 والحماسة البصرية 2/ 189.
4 ديوانه 835. [5] القلب والإبدال لابن السكيت 33. [6] لسان العرب "لغن" 17/ 275.
نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 36