نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 132
مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب من نديف القطن منثور
على عمائمنا تلقى، وأرحلنا ... على زواحف تُزْجَى مخهارير1
فيقول: "ألا قلت: على زواحف نزجيها محاسير؟ فيغض الفرزدق ويقول: "والله لأهجونك ببيت يكون شاهدًا على ألسنة النحويين أبدًا"، وإذا هو يهجوه بقوله:
فلو كان عبد الله مولى هجوته ... ولكن عبد الله مولى مواليا
ويتعمد الفرزدق أن يقول: مولى مواليا، بدلًا من "مولى موالٍ" فينكر عليه عبد الله ويخطئه مرة أخرى[2].
وفرقوا مع ذلك بين ما يجوز للشاعر وما لا يجوز، فابن فارس لا يرى بأسًا في قصر الشعراء الممدود، ومدهم المقصور، وتقديمهم ما حقه التأخير، وتأخيرهم ما حقه التقديم؛ لأنهم أمراء الكلام, فأما لحن في إعراب أو إزالة عن نهج صواب فليس لهم ذلك, ولا معنى لقول من يقول: إن الشاعر عند الضرورة أن يأتي في شعر بما لا يجوز، ولا معنى لقول من قال:
ألم يأتيك والأنباء تُنْمَى ... بما لاقت لبونُ بني زياد
فهذا إن صح وما أشبه كله غلط أو خطأ"[3].
ولكي يجتنبوا مثل هذا الغلط أو الخطأ كانوا يسعون وراء الشعر ويصرحون بغايتهم من السعي وارءه, قال الجاحظ: "ولم أر غاية
1 الرير والرار هو الذائب. [2] انظر الشعر والشعراء 1/ 35 بتحقيق أحمد محمد شاكر, وقارن بمراتب النحويين 12. [3] الصاحبي 231.
نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 132