نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 231
وفي بعض الصور التي أبدلت فيها الميم باء لاحظ العلماء إمكان القول بالإتباع، كما في قولك: مهلًا وبهلًا، فإنها بمعنى واحد، وأتبع ثانيها أولهما[1]. وسنرى أن كثيرًا من صور الإبدال ينبغي أن يسلك في باب الإتباع، لا في باب الاشتقاق الأكبر.
والنون أبدلوها على تقارب باء وراء ولامًا، وعلى تباعد جيمًا، وأوضحنا قصة تباعدهما عن الميم.
أما تقاربها مع الباء فمنه قولهم: بأرض فلان نُعاعة حسنة وبعاعة[2]. ومر أمثلة على تقاربها مع الراء واللام. وأما تباعدها عن الجيم فمنه قولهم: استَوثَنَ من المال واستوثج: استكبر منه[3].
والهاء أبدلوها على تباعد ثاء[4] ونونًا ولامًا[5]، ورأينا تجانسها مع الهمزة، وتقاربها مع الحاء والخاء والغين، ومثلوا على تقاربها صفة مع الفاء وإن تباعدت عنها مخرجًا بالهودج والفودج: وهو مركب النساء[6].
والواو أبدلوها على تقارب همزة، وعلى تباعد تاء، وعلى تجانس ميمًا. وقد سبق التمثيل على كل ذلك.
ومن تقاربها مع الهمزة: ذأى البقل يذأى، وذوى يذوي[7]، وإن كان مثله أقرب إلى أن يكون من تباين اللهجات. [1] المخصص 13/ 285. [2] الاشتقاق "أمين" 356. وقد رأينا أيضًا لعاعة "باللام"، وكلها بمعنى واحد. والتصحيف محتمل في مثل هذا ولا سيما بين نعاعة وبعاعة. [3] نفسه 368. [4] ومنه: الهرب "بضم الهاء" والثرب: شحم رقيق يغشي الكرش "الاشتقاق 366". [5] فمن التباعد مع النون تفكه وتفكن: تندم، ومع اللام: شاكهه وشاكله "المخصص 13/ 287". [6] نفسه 362. [7] راجع ص83، وقارن باللسان 18/ 307.
نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 231