نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 267
ابن فارس في "المقاييس" بالظن والتخمين والتأويل البعيد[1]؛ بل زعم أن صاحب "المقاييس" ارتكب برودة وتكلفًا وتعسفًا ليقود كلمة "البحتر" إلى النحت، وأنشأ بين الصحيح عنده! في هذه الكلمة، فأتى برأي لا يخلو في نظرنا من التكلف والتعسف[2]، ولم يبال بجسامة دعواه التي أرسلها جزافًا وهو يقول: "وكل ما ثبت عندي منه "من النحت" عدة رموز جمليَّة مثل سبحل فلان: أي قال سبحان الله، وحوقل: قال لا حول ولا قوة إلا بالله، وطلبق: قال أطال الله بقاءه، ودمعز: قال أدام الله عزك. ولولا أن هذه الجمل كانت من الشهرة والتكرار بالمكان المعلوم ما استجازوا لها هذا الاختصار"[3].
ومن الواضح أن الذي ثبت عند الدكتور مصطفى جواد أن النحت مأخوذ من كتب اللغة المتداولة التي تتناقل الأمثلة القليلة الشائعة، وهي عشرات لا تغني شيئًا، وله أن يرى من خلالها أنها متخذة للأفعال لا للأسماء، فلم تكن المصادر مرادة في استعمالهم النحت مع أن وضع المصطلحات يعني الأسماء قبل غيرها. إلا أنه لو نظر نظرة تفصيلية في جميع أبواب المنحوتات من مزيدات الثلاثي المذكورة في المقاييس، وصنفها تصنيفًا جديدًا على النحو الذي أخذنا به، لرأى النحت في الأسماء والمصادر واقعًا تصديرًا وحشوًا وتذييلًا كمان ذكرناه في موضعه.
ولسنا بنرئ ابن فارس من التكلف في بعض ما ادعى فيه النحت، [1] وإليك عبارة الدكتور جواد، كما وردت في المباحث اللغوية ص86: "وعلى ذكر النحت أود أن أشير إلى أني لا أركن إليه في المصطلحات الجديدة؛ لأنه نادر في العربية ويشوه كلمها، وما ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة وفقه اللغة لا يعدو الظن والتخمين والتأويل البعيد". [2] أبى أن يكون "البحتر" منحوتًا من "حتروبتر" كما أوضحناه ص255ح؛ وقال: "والصحيح عندي أن "بحتر" مأخوذ من مادة "بتر" المضعفة التاء، ثم قلب أحد الضعفين حاء كما في "درج تدريجًا" أخذوا منه "دحرج" ... إلخ" المباحث اللغوية 95. [3] المباحث اللغوية 86.
نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 267