نام کتاب : دراسات لغوية في أمهات كتب اللغة نویسنده : إبراهيم محمد أبو سكين جلد : 1 صفحه : 224
وأن فوائده أن تكسر الوسائل -أي الطرق- إلى الإخبار عما في النفس، فإنه ربما نسي الإنسان أحد اللفظين، أو عسر عليه النطق به إذا كان ألثغ، ولولا المترادفات تعينه على قصده لما قدر على ذلك ومنها التوسع في سلوك طرق الفصاحة وأساليب البلاغة في النظم والنثر؛ وذلك لأن اللفظ الواحد قد يتأتى باستعماله مع لفظ آخر السجع والقافية والتجنيس[1] والترصيع[2] وغير ذلك من أصناف البديع، ولا يتأتى ذلك باستعمال [1] التجنيس هو أن يورد المتكلم كلمتين تجانس كل واحدة منهما صاحبتها في تأليف حروفها. [2] والترصيع هو أن يكون حشو البيت مسجوعًا وأصله في قولهم رصعت العقد إذا فصلته وذلك كقول امرئ القيس:
مخش مجش مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعًا ... كَتَيسِ ظِباءِ الحُلَّبِ العدوان
المخش: الجريء الماضى.
المجش: غليظ الصوت.
التيس: فحل الظباء.
الحلب: نبات ترعاه الظباء فتضمر عليه.
العدوان: شديد العدو.
فأتى باللفظتين الأولتين مجموعتين في تصريف واحد وبالتاليتين لها شبيهتين في التصريف وربما كان السجع ليس في لفظة لفظة ولكن في لفظتين لفظتين بالوزن نفسه ومنه قول أبي صخر الهذلي:
سود ذوائبها بيض ترائبها ... محض ضرائبها صيغت على الكرم
الذوائب جمع ذؤابة، شعر في أعلى ناصية الفرس، الترائب: عظام الصدر أو ما ولي الترقوتين منه أو اليدان والرجلان والعينان أو موضع القلادة.
الضرائب: جمع ضريبة وهي الطبيعة. والمحض: الخالص.
نام کتاب : دراسات لغوية في أمهات كتب اللغة نویسنده : إبراهيم محمد أبو سكين جلد : 1 صفحه : 224