نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 263
وأصل الذكاء في اللغة تمام الشيء وكماله، ومن ذلك الذكاء في السن والفهم تمامها وفرس مذك إذا استتم قروحه وذلك تمام قوته ورجل ذكي أي تام الفهم سريع القبول وذكيت النار اتممت وقودها وكذلك قوله: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} أي ذبحتموه على التمام. وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: "انا لاقو العدو غدا وليس معنا مدى فبأي شيء نذبح"؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "انهروا الدم بما شئتم الا الظفر والسن وسأحدثكم أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبش" [1].
وفي حديث عدي انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم انا نصيد الصيد ولا نجد ما نذكي به الا الظرار[2] فقال "امر الدم بما شئت" [3].
وقال ابن عباس كل ما افرى الاوداج غير مثرد[4].
فاما قوله: انهروا الدم بما شئتم فمعناه سليوه حتى يجري كالنهر الذي يجري فيه الماء ومعناه قطع الاوداج والمبالغه في استيعاب قطعها وكل شيء وسعته فقد انهرته ومنه قول الشاعر يصف طعنة:
ملكت بها كفى فانهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها5
والسن والظفر كل سن وكل ظفر كانا منزوعين أو غير منزوعين لا يجوز الذكاة بهما
والظرار واحدتها ظرر وهو حجر محدد صلب ويجمع الظرر ظرانا ومنه قول لبيد بن ربيعة:
بجسره تنجل الظران ناحية ... اذا توقد في الديمومة الظرر [1] متفق عليه: من حديث رافع بن خديج، وانظر إرواء الغليل برقم 2522. [2] الظرار: حجر مضرس له حد كحد السكين. واحدته ظرة. [3] حسن لغيره: أخرجه أبو داود 2824، والنسائي، وابن ماجه 3177، وغيرهم، وانظر المصدر السابق 8/166. [4] الثرد: الذبيحة ذبحها بحجر أو عظم أو حديدة غير حادة فقتلها من غير أن يقطع أو داجها.
5 البيت لقيس بن الخطيم 3، وديوان المعاني 2/51، وتأويل مشكل القرآن 174، وحماسة أبي تمام بشرح التبريز 1/178، وبشرح المرزوقي 1/184، والبحر المحيط 8/184، واللسان نهر، وغيرها.
وفي الديوان: ترى قائما من خلفها بدلا من: يرى قائم من دونها.
نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 263