responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 618
[سُئِلَ بعض الْحُكَمَاء عَن الْعقل فَقَالَ: هُوَ] الْعلم بِخَير الخيرين وَشر الشرين وَيُطلق لأمور: لقُوَّة بهَا يكون التَّمْيِيز بَين الْقَبِيح وَالْحسن
ولمعان مجتمعة فِي الذِّهْن تكون بمقدمات تستتب بهَا الْأَغْرَاض والمصالح
ولهيئة محمودة للْإنْسَان فِي حركاته وَكَلَامه [وَالْحق أَنه نور روحاني بِهِ تدْرك النَّفس الْعُلُوم الضرورية والنظرية، وَابْتِدَاء وجوده عِنْد اجتنان الْوَلَد ثمَّ لَا يزَال يَنْمُو إِلَى أَن يكمل عِنْد الْبلُوغ]
(وَالْحق أَنه نور فِي بدن الْآدَمِيّ يضيء بِهِ طَرِيقا يبتدأ بِهِ من حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَيْهِ دَرك الْحَواس، فيبدو بِهِ الْمَطْلُوب للقلب، فيدرك الْقلب بِتَوْفِيق الله وَهُوَ كَالشَّمْسِ فِي الملكوت الظَّاهِرَة)
وَقيل: هُوَ قُوَّة للنَّفس بهَا تستعد للعلوم والإدراكات وَهُوَ الْمَعْنى بقَوْلهمْ: صفة غريزة يلْزمهَا الْعلم بالضروريات عِنْد سَلامَة الْآلَات
قَالَ الْأَشْعَرِيّ: هُوَ علم مَخْصُوص، فَلَا فرق بَين الْعلم وَالْعقل إِلَّا بِالْعُمُومِ وَالْخُصُوص
وَقَالَ بَعضهم: الْعقل يُقَال للقوة المتهيئة لقبُول الْعلم
وَيُقَال للْعلم الَّذِي يستفيده الْإِنْسَان بِتِلْكَ الْقُوَّة
فَكل مَوضِع ذمّ الله الْكفَّار بِعَدَمِ الْعقل فإشارة إِلَى الثَّانِي
وكل مَوضِع رفع التَّكْلِيف عَن العَبْد لعدم الْعقل فإشارة إِلَى الأول [وَالصَّوَاب مَا قَالَه بعض الْمُحَقِّقين، وَهُوَ أَنه نور معنوي فِي بَاطِن الْإِنْسَان يبصر بِهِ الْقلب - أَي النَّفس الإنسانية - الْمَطْلُوب، أَي مَا غَابَ عَن الْحَواس بتأمله وتفكره بِتَوْفِيق الله تَعَالَى بعد انْتِهَاء دَرك الْحَواس، وَلِهَذَا قيل: بداية الْعُقُول نِهَايَة المحسوسات] وَقد جوز الْحَكِيم إِطْلَاق الْعقل على الله كَمَا هُوَ مَذْكُور فِي الْكتب الْحكمِيَّة والكلامية
وَقَالَ قوم من قدماء الفلاسفة: إِن الْعقل من الْعَالم الْعلوِي، وَهُوَ مُدبر لهَذَا الْعَالم ومخالط للأبدان مَا دَامَت الْأَبدَان معتدلة فِي الطبائع الْأَرْبَع، فَإِذا خرجت عَن الِاعْتِدَال فَارقهَا الْعقل
وَالْحَاصِل أَن الرسوم الْمَذْكُورَة لَا تفِيد إِلَّا حيرة فِي حيرة، والإدراكات كلهَا جزئية كَانَت أَو كُلية، والتأليف بَين الْمعَانِي والصور مستندة إِلَى الْعقل على الْأُصُول الإسلامية، وهم لَا يثبتون الْحَواس الْبَاطِنَة الَّتِي ثبتها الفلاسفة
قيل: الْعقل وَالنَّفس والذهن وَاحِد، إِلَّا أَن النَّفس سميت نفسا لكَونهَا متصرفة وذهنا لكَونهَا مستعدة للإدراك، وعقلا لكَونهَا مدركة
[وللنفس الناطقة بِاعْتِبَار تأثيرها بِمَا فَوْقهَا واستفاضتها عَنْهَا يكمل جوهرها من التعلقات قُوَّة تسمى عقلا نظريا. وَبِاعْتِبَار تأثيرها فِي الْبدن تأثيراُ اختياريا قُوَّة أُخْرَى تسمى عقلا عمليا، مستعين بِالْعقلِ النظري]
وَمذهب أهل السّنة: أَن الْعقل وَالروح من الْأَعْيَان وليسا بعرضين كَمَا ظنته الْمُعْتَزلَة وَغَيرهم
ثمَّ الْعقل عِنْد الْمُعْتَزلَة هُوَ مَعْرُوف مُوجب فِي وجوب الْإِيمَان، وَفِي حسنه وقبح الْكفْر
ومهمل عِنْد الْأَشْعَرِيّ فِي جَمِيع ذَلِك
وَعِنْدنَا: التَّوَسُّط بَين قولي الأشاعرة والمعتزلة كَمَا

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 618
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست