responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 668
قسمَيْنِ: قسم نضب عَلَيْهِ دَلِيل فَيمكن مَعْرفَته كذات الله تَعَالَى وأسمائه الْحسنى وَصِفَاته الْعلية وأحوال الْآخِرَة الى غير ذَلِك مِمَّا يجب على العَبْد مَعْرفَته وكلف بِهِ وَهُوَ غَائِب عَنهُ لَا يُشَاهِدهُ وَلَا يعاينه وَلَكِن يُمكن مَعْرفَته بِالنّظرِ الصَّحِيح
وَقسم لَا دَلِيل عَلَيْهِ فَلَا يُمكن للبشر مَعْرفَته كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {وَعِنْده مفاتح الْغَيْب لَا يعلمهَا إِلَّا هُوَ}
وغيب الْغَيْب: هُوَ الذَّات الإلهية الْمُطلقَة وَهُوَ هويته الغيبية السارية للْكُلّ علما لَا يُمكن أَن يتَعَلَّق بِهِ بِهَذَا الِاعْتِبَار علم لكَونه محتجبا فِي حجاب عزته، وَلَا يجوز إِطْلَاق اسْم الْغَائِب عَلَيْهِ تَعَالَى، وَيجوز أَن يُقَال: إِنَّه غيب عَن الْخلق
وَقد فسر {يُؤمنُونَ بِالْغَيْبِ} بِأَنَّهُ هُوَ الله [وَقيل: بِالْقَلْبِ أَيْضا فالباء للتعدية على تَقْدِير الصِّلَة، أَو للملابسة على كَونه حَالا، أَو للآلة إِذا كَانَ بِمَعْنى الْقلب] والغيب الْمُطلق: كوقت قيام السَّاعَة
والإضافي: كنزول مطر فِي مَكَّة فِي حق من كَانَ غَائِبا عَن مَكَّة
فالمطلق لَا يكون علمه لِلْخلقِ إِلَّا بِإِخْبَار الله تَعَالَى والمقيد لَيْسَ لَهُ طَرِيق إِلَّا الإلهام
وَالرَّسُول من الْبشر يتلَقَّى الْغَيْب من الْملك بِالذَّاتِ، وَالْوَلِيّ لَا يتلَقَّى بِالذَّاتِ، بل بِوَاسِطَة تَصْدِيقه بِالنَّبِيِّ، وَقد يتلَقَّى الرَّسُول بِلَا وَاسِطَة أَيْضا والاطلاع على المغيبات وفوارق الْعَادَات يعم الْأَنْبِيَاء وَغَيرهم كالأولياء والحكماء المتألهين، بل قد يكون بعض الْأَوْلِيَاء أَكثر اطلاعا على بعض الْحَقَائِق والمغيبات من الْأَنْبِيَاء، فَإِن كثيرا من محققي هَذِه الْأمة كَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي رضوَان الله عَلَيْهِم، وَكَذَا حُذَيْفَة، وَالْحسن الْبَصْرِيّ، وَذُو النُّون، والسهل التسترِي، وَأَبُو يزِيد، والجنيد، وَإِبْرَاهِيم بن أدهم، وأمثالهم رُبمَا رجحوا فِي الْحَقَائِق على أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل، (واستفادة دَاوُد النَّبِي من لُقْمَان مَشْهُورَة) ، واحتياج مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى الْخضر يشْهد فِي ظَاهر الْحَال على ذَلِك، وَكَون الرَّسُول أعلم زَمَانه لَيْسَ على إِطْلَاقه، بل فِيمَا بعث بِهِ من أصُول الدّين وفروعه (فَلَا يلْزم مِنْهُ التَّفْضِيل) وَاتِّبَاع مُوسَى لَهُ كَانَ ابتلاء من الله تَعَالَى حَيْثُ بَدَت مِنْهُ تِلْكَ الْعبارَة الَّتِي كَانَ الْأَلْيَق بِحَالهِ خلَافهَا، وَهُوَ رد الْعلم إِلَى الله تَعَالَى وَإِلَّا أَيْن الْعُلُوم الخضرية مِمَّا قيل لمُوسَى: {وألقيت عَلَيْك محبَّة مني} وَمِمَّا قيل لَهُ أَيْضا: {واصطنعتك لنَفْسي} وَالْخضر وَإِن كَانَ مشرفا بِتِلْكَ الْعُلُوم فموسى كَانَ مشرفا بقوله: (إِنِّي اصطفيتك على النَّاس برسالاتي

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 668
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست