responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 761
تَعَالَى: {الرَّحْمَن علم الْقُرْآن خلق الْإِنْسَان} حَيْثُ جمع بَينهمَا وغاير وَقد ذكر الْإِنْسَان فِي ثَمَانِيَة عشر موضعا من الْقُرْآن فَقَالَ إِنَّه مَخْلُوق وَذكر الْقُرْآن فِي أَرْبَعَة وَخمسين موضعا وَلم يقل إِنَّه مَخْلُوق، وَإِن قيل: كَيفَ لَا يُقَال إِنَّه غير مَخْلُوق وَقد نقل فِيهِ من كَلَام المخلوقين كموسى وَفرْعَوْن وإبليس وَغَيرهم؟ قُلْنَا) : نقل الْكَلَام من أحد إِمَّا بِعَين الْعبارَة وَإِمَّا بِالْمَعْنَى، فَفِي الصُّورَة الأولى كَون ذَلِك النَّقْل كَلَام النَّاقِل ظَاهر، وَفِي الصُّورَة الثَّانِيَة كَون عبارَة الْمَنْقُول عَنهُ كَلَام النَّاقِل لَا يَخْلُو عَن نوع خَفَاء فالعبارة الَّتِي صدرت عَن الْمَنْقُول عَنهُ إِذا نقلهَا، النَّاقِل بِعَينهَا يكون فِي تِلْكَ الْعبارَة حيثيتان: فَمن حَيْثُ صدورها (عَن الْمَنْقُول عَنهُ كَلَام لَهُ ومحكي
وَمن حَيْثُ صدورها) عَن النَّاقِل كَلَام لَهُ، وحكاية لكَلَام النَّاقِل وإخبار عَنهُ؛ فَمَا نقل فِيهِ من كَلَام المخلوقين مَخْلُوق بِاعْتِبَار الْحَيْثِيَّة الأولى، وقديم غير مَخْلُوق بِاعْتِبَار الْحَيْثِيَّة الثَّانِيَة وَكَونه من عِنْد الله غير مَوْقُوف على النُّبُوَّة فِي نفس الْأَمر، بل هُوَ ثَابت بإعجازه على الِاخْتِلَاف فِي وَجه الإعجاز [نعم إِثْبَات الْقُرْآن بِمَعْنى الْكَلَام النَّفْسِيّ عِنْد الْقَائِل إِنَّمَا هُوَ بِالشَّرْعِ
الْكِنَايَة: هِيَ لُغَة مصدر كنى بِهِ عَن كَذَا يكني أَو يكنو إِذا تكلم بِشَيْء يسْتَدلّ بِهِ على غَيره، أَو يُرَاد بِهِ غَيره
وَشَرِيعَة: مَا استتر فِي نَفسه مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيّ أَو الْمجَازِي، فَإِن الْحَقِيقَة المهجورة كِنَايَة كالمجاز غير غَالب الِاسْتِعْمَال، وَمَا يقْصد إِلَيْهِ فِي الْكَلَام إِمَّا مَنْسُوب إِلَيْهِ بِأَيّ نِسْبَة كَانَت فالكناية حِينَئِذٍ يقْصد بهَا الْمَوْصُوف، كَمَا يقْصد بعريض الوسادة الْكِنَايَة عَن كثير النّوم، أَو بعريض الْقَفَا عَن الأبله
وَإِمَّا مَنْسُوب: فالكناية حِينَئِذٍ يقْصد بهَا الصّفة كطويل النجاد الْكِنَايَة عَن طول الْقَامَة
وَإِمَّا نِسْبَة: فالكناية حِينَئِذٍ يقْصد بهَا النِّسْبَة كَقَوْلِه:
(إِن السماحة والمروءة والندى ... فِي قبَّة ضربت على ابْن الحشرج)
وَالْكِنَايَة والحقيقة تشتركان فِي كَونهمَا حقيقتين، وتفترقان بالتصريح فِي الْحَقِيقَة، وَعدم التَّصْرِيح فِي الْكِنَايَة
وَالْكِنَايَة عِنْد عُلَمَاء الْبَيَان: هِيَ أَن يعبر عَن شَيْء بِلَفْظ غير صَرِيح فِي الدّلَالَة عَلَيْهِ لغَرَض من الْأَغْرَاض كالإبهام على السَّامع أَو لنَوْع فصاحة
وَعند أهل الْأُصُول: مَا يدل على المُرَاد بِغَيْرِهِ لَا بِنَفسِهِ [وَهِي فِي اصطلاحهم أَعم من الْمجَاز من

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 761
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست