responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 91
الشُّرُوح: إِن كَانَ مفعول الْمَجْهُول جارا أَو مجرورا لَا يتَقَدَّم على الْفِعْل لِأَنَّهُ لَو تقدم اشْتغل الْفِعْل بضميره وَلَا يُمكن جعله مُبْتَدأ لأجل حرف الْجَرّ؛ وَمِنْهُم من أجَازه محتجا بقوله تَعَالَى: {كل أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مسؤولا} لِأَن مَا لم يسم فَاعله مفعول فِي الْمَعْنى
وَالنّصب بعد حذف الْخَافِض عَلامَة الْمَفْعُول بِهِ، لِأَن حُرُوف الْجَرّ إِنَّمَا تدخل الْأَسْمَاء لإخفاء مَعَاني الْأَفْعَال إِلَيْهَا، فَتكون تِلْكَ الْأَسْمَاء مفاعيل لتِلْك الْأَفْعَال مَنْصُوبَة الْمحَال لعدم ظُهُور النصب فِيهَا لفظا لضَرُورَة وجود آثَار تِلْكَ الْحُرُوف؛ وَلما حذف مَانع ظُهُور النصب عَادَتْ منصوبات على المفعولية
وَيجوز حذف أحد مفعولي أَفعَال الْقُلُوب فِيمَا إِذا كَانَ الْفَاعِل والمفعولان شَيْئا وَاحِدًا فِي الْمَعْنى، ذكره صَاحب " الكاشف "
الِاسْتِثْنَاء: فِي اللُّغَة: الْمَنْع وَالصرْف، فينتظم الوضعي الَّذِي هُوَ مَا يكون بأداته، والعرفي الَّذِي هُوَ التَّعْلِيق بِمَشِيئَة الله تَعَالَى
وَلَفظ الِاسْتِثْنَاء يُطلق على فعل الْمُتَكَلّم وعَلى الْمُسْتَثْنى وعَلى نفس الصِّيغَة، وَالْمرَاد من قَوْلهم: إِن الِاسْتِثْنَاء حَقِيقَة فِي الْمُتَّصِل مجَاز فِي الْمُنْقَطع صِيغ الِاسْتِثْنَاء، وَأما لفظ الِاسْتِثْنَاء فحقيقة اصطلاحية فِي الْقسمَيْنِ بِلَا نزاغ
وَالِاسْتِثْنَاء إِيرَاد لفظ يَقْتَضِي رفع مَا يُوجِبهُ عُمُوم اللَّفْظ، أَو رفع مَا يُوجِبهُ اللَّفْظ
فَمن الأول قَوْله تَعَالَى: {قل لَا أجد فِيمَا أُوحِي إِلَيّ محرما على طاعم يطعمهُ إِلَّا أَن يكون ميتَة} وَمن الثَّانِي قَوْله الْقَائِل: (وَالله لَأَفْعَلَنَّ كَذَا إِن شَاءَ الله) و (عَبده عَتيق وَامْرَأَته طَالِق إِن شَاءَ الله تَعَالَى)
والمخرج بِالِاسْتِثْنَاءِ عينه، وباستثناء الْمَشِيئَة خلاف الْمَذْكُور
وَالِاسْتِثْنَاء من قبيل الْأَلْفَاظ، والتلفظ تكلم بالحاصل بعد الثنيا وَلِهَذَا دخل فِي الْعدَد وَلم يجز إضماره، وَالنِّيَّة لَيست كَذَلِك، لِأَنَّهَا لَيست من قبيل الْأَلْفَاظ وَالثَّابِت بهَا إِذن التَّخْصِيص لَا الِاسْتِثْنَاء، إِذْ التَّخْصِيص لَا يخْتَص بالألفاظ، فَإِنَّهُ يكون تَارَة بِاللَّفْظِ وَتارَة بِغَيْرِهِ، وَلِهَذَا جَاءَ التَّخْصِيص بِالْعقلِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {تدمر كل شَيْء}
وَالِاسْتِثْنَاء يجْرِي حَقِيقَة فِي الْعَام وَالْخَاص، والتخصيص لَا يجْرِي حَقِيقَة إِلَّا فِي الْعَام
وَالِاسْتِثْنَاء من النَّفْي إِثْبَات، كَقَوْلِك: (لَيْسَ لَهُ على شَيْء إِلَّا عشرَة) فَيلْزمهُ عشرَة؛ وَبِالْعَكْسِ كَقَوْلِك: (لَهُ عَليّ عشرَة إِلَّا خَمْسَة) فَيلْزمهُ خَمْسَة هَذَا عِنْد الشَّافِعِي
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الِاسْتِثْنَاء تكلم بِالْبَاقِي بعد الثنيا، يَعْنِي أَنه اسْتِخْرَاج صوري وَبَيَان معنوي، إِذْ الْمُسْتَثْنى لم يرد أَولا نَحْو قَوْله تَعَالَى: {فَلبث فيهم ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما} وَالْمرَاد تسعمئة سنة قَالَ الْبرمَاوِيّ مَا قَالَه الشَّافِعِي وَهُوَ مَذْهَب الْجُمْهُور مُوَافق لقَوْل سِيبَوَيْهٍ والبصريين، وَمَا قَالَه أَبُو حنيفَة مُوَافق لقَوْل نحاة الْكُوفَة لِأَنَّهُ كُوفِي

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست