الفصل السابع: في أصول الدين التي يتكلم فيها المتكلمون
أولها: القول في حدوث الأجسام والرد على الدهرية الذين يقولون بقدم الدهر والدلالة على أن للعالم محدثاً وهو الله تعالى والرد على الثنوية من المجوس والزنادقة وعلى المثلثة من النصارى وعلى غيرهم ممن قالوا بكثرة الصانعين وأنه لا يشبه الأشياء والرد على اليهود وعلى غيرهم من المشبهة وأنه ليس بجسم.
وقد قال كثير من مشبهة المسلمين بأنه جسم تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً وأنه جل جلاله عالم قادر حي بذاته.
وقال الجمهور غير المعتزلة: أنه عالم بعلم وحي بحياة وقادر بقدرة وأن هذه الصفات قديمة معه والكلام في الرؤية ونفيها وإثباتها وأن إرادته محدثة أو قديمة وأن كلامه مخلوق أو غير مخلوق وأن أفعال العباد مخلوقة يحدثها الله تبارك وتعالى أو العباد وأن الاستطاعة قبل الفعل أو معه وأن الله تعالى يريد القبائح أو لا يريدها وأن من مات مرتكباً للكبائر ولم يتب فهو في النار خالداً فيها أو يجوز أن يرحمه الله تعالى ويتجاوز عنه ويدخله الجنة.
وقالت المعتزلة: أهل الكبائر فساق ليسوا بمؤمنين ولا كفار وهذه منزلة بين المنزلتين.