نام کتاب : أخبار أبي القاسم الزجاجي نویسنده : الزجاجي جلد : 1 صفحه : 40
فلما دخل عليه خلا به وأخرج أهل بيته فقال: يا يزيد: جاء أمر الله، وهذا أوان هلاكي فما أنت صانع بأمر هذه الأمة بعدي؟ فمن أجلك آثرت الدنيا على الآخرة وحملت الوزر على ظهري لتعلو بني أبيك، فقال: آخذهم بكتاب الله وسنة نبيه، واقتلهم عليه. فقال: ويحك ألا تسير بسيرة أبي بكر الذي قاتل أهل الردّ ة ومض والأمة عنه راضون؟ قال: لا إلاّ أخذهم بكتا'ب الله وسنة نبيه واقتلهم عليه. قال: أولا تسير بسيرة عمر الذي جنّد الأجناد، ومكّر الأمصار، وفرض العطية، وحيا الفيء، وقاتل العدوّ، ومضى والأمة عنه راضون؟ قال: لا إلا آخذهم بكتاب الله وسنة نبيه واقتلهم عليه. قال: أو لا تسير بسيرة عّمك عثمان الذي أكل في حياته وأطعم في مماته، واستعمل أقاربه؟ قال: لا إلا آخذهم بكتاب الله وسنة نبيه واقتلهم عليه. قال: أولا تسير بسيرة أبيك الذي أكل في حياته وأطعم في مماته وحمل الوزر على ظهره؟ قال: لا. قال: يا يزيد انقطع الرجاء منك انك ستقاتل هؤلاء كلهم فتقتل خيار قومك، وتغزو حرم ربك بأوباش الناس وتطعمهم يومهم ظلما بغير حق، ثم تفجؤك المنيةّ فلا دنيا أصبت ولا آخرة أدركت. يا يزيد أما إذا لم تصب الرشد فإني قد وطأت لك الأمور وأذللت لك أعز العرب، وأخضعت لك أهل الشرف والكرم، وكفيتك الحلّ والترحال، وجمعت لك ما يجمع واحد، ولست أخشى عليك أن ينازعك هذا الأمر إلا ثلاثة نفر، الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وابن الزبير. فأما ابن عمر فننهد اشتغل بالعبادة وخلا من الدنيا وشغل نفسه فليس ينازعك عليها أو تجيئه عفوا، وأما الذي يجثم جثوم السبع ويروغ روغان الثعلب إن أمكنته فرصة وثب عليها فابن الزبير فان هو فعل وتمكنت منه فقطعه أربا أربا ألا أن يطلب صلحا فان طلب فافعل. واحقن دماء قومك تمل قلوبهم إليك. وأما الحسين بن علي فان له حرمة وحقا وولاؤه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما أظن أهل العراق تاركيه حتى يخرجونه عليك فان فعل وتمكنت منه فاصفح عنه فأني لو كنت صاحبه لعفوت عنه، قم عنيّ. أنشدنا الأخفش قال أنشدنا المبرد لمسلم بن الوليد: البسيط
لي يبق بعد حلول الشيب في الرأس ... ألاّ ترقّب داء ماله اَس
حين اعتزمت على السلوان وارتدعت ... نفسي وقربت بعد الجهل افراسي
مرت تصدّى لي الصهباء مشرقة ... من كف ساق بعينيه وبالكأس
بانت تجافي عن الأخرى وريقتها ... تمج برد الرضا في حرّ أنفاسي
اخبرنا ابن شقبر قال قال حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: تقول العرب لكل من قاتل: ضرب أخماسا لأسداس، وأصل ذلك أن رجلا كان له بنون يرعون مالا له، وكان لهم نساء فكانوا يقولون لأبيهم أنا نرعى سدسا فيرعون خمسا ويسرقون يوما يأتون فيه نساءهم، وكذلك كانوا يقولون في الخمس في الخمس فيرعون ربعا ويسرقون يوما، ففطن له فقال الوافي وذلك ضرب أخماس أريدت لأسداس عسى ألاّ تكونا فنقل هذا البيت الكميت في قصيدته لأنه صار مثلا سائرا فقال: وذلك ضرب أخماس................. البيت وأنشد ابن الأعرابي في مثله البسيط
والله والله لولا إنني فرق ... من الأمير لعاتبت ابن نبراس
في موعد قاله لي ثم أخلفه ... غدا غدا ضرب أخماس لأسداس
حتى إذا نحن ألجأنا مواعده ... إلى الحقائق في رفق وايناس
أبدت مخيلته عن لا فقلت له ... لوما بدأت بها ما كان من باس
وليس يرجع في لا بعدما سلفت ... منه نعم طائعا حر من الناس
فأما قول للآخر:
والمجد يدرك أخماسا وأسداسا
فمعناه: انه مفرق لا يكاد يوجد مجتمعا في واحد. قال ابن الأعرابي: والنبراس: السراج، يقال: هو النبراس والسراج والقراط والقرط وهزلق والمصباح والوابصة والوابص والوبيص والمأنوس والحيكة بمعنى واحد. أنشدنا الأخفش قال أنشدنا المبرد لأبي الغناهية: المديد
ساكن يبقى له سكن ... ما بهذا يخبر الزمن
نخن في دار يخبرّنها ... عن بلاها ناطق لسن
دار سوء لم يدم فرح ... لا مريء فيها ولا حزن
في سبيل الله أنفسنا ... كلها بالموت مرتهن
نام کتاب : أخبار أبي القاسم الزجاجي نویسنده : الزجاجي جلد : 1 صفحه : 40