نام کتاب : توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك نویسنده : ابن أم قاسم المرادي جلد : 1 صفحه : 459
الأول: ألا يكون ثم ضمير آخر يصلح للعود، نحو: مرت بالذي به في داره.
الثاني: ألا يكون نائبا عن الفاعل نحو: مررت بالذي مر به.
الثالث: ألا يكون محصورا نحو: مررت بالذي ما مررت به إلا به.
فإن قلت: "قد"[1] أخل الناظم بهذه الشروط.
قلت: إنما يلزمه أن يذكر هنا من الشروط ما هو خاص بالباب لا ما يؤخذ من غيره[2], وقد علم "بذلك"[3] أن ما كان حذفه يوقع في اللبس امتنع حذفه في هذا الباب وفي غيره، وأن النائب عن الفاعل كالفاعل في جميع أحكامه، ومنها امتناع حذفه، وأن الفضلة إذا حصرت لم يجز حذفها وقد جاء حذف العائد المجرور وإن لم تكمل شروط الحذف, كقول حاتم:
ومن حسد يجور على قومي ... وأي الدهر ذو لم يحسدوني4
أي: فيه، وهو نادر[5]. [1] أ، ب وفي ج "نقد". [2] أ، وفي ب، ج "لا يوجد في غيره". [3] ب.
4 قال العيني: قائله: هو حاتم بن عدي الطائي, وهو من الوافر.
الشرح: من حسد، معنى "من" للتعليل هنا، أي: لأجل الحسد، والحسد: تمني زوال نعمة المحسود، يجور علي "يظلمني".
المعنى: يظلمني قومي حسدا وبغيا، ولا يمر وقت دون أن يحسدوني ويؤذوني فيه.
الإعراب: "من حسد" جار ومجرور متعلق بقوله يجور, "يجور" فعل مضارع, "علي" جار ومجرور متعلق بقوله يجور أيضا, "قومي" فاعل يجور وياء المتكلم مضاف إليه, و"أي" اسم استفهام مبتدأ, "الدهر" مضاف إليه, "ذو" اسم موصول صفة الدهر, "لم" نافية جازمة, "يحسدوني" مضارع مجزوم بحذف النون وواو الجماعة فاعله والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول والعائد محذوف. والتقدير: لم يحسدوني فيه.
الشاهد: في "ذو لم يحسدوني" حيث حذف العائد من جملة الصلة وهو قوله: يحسدوني على الموصول وهو قوله: "ذو" مع أن ذلك العائد مجرور بحرف جر، إذ التقدير لم يحسدوني فيه والحال أن شروطه لم تكمل.
والذي سهل الحذف كون مدلول الموصول زمانا مذكورا وقد عاد عليه الضمير المجرور فينصرف الذهن إلى المحذوف.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية ابن هشام 1/ 124, والشاطبي، وداود، والسندوبي، والأشموني 1/ 181. [5] قال الأشموني: شاذ, ورد الصبان بقوله: "رد بأن محل الشروط المتقدمة ما لم يتعين الحرف المحذوف كما في البيت فلا شذوذ" 1/ 124.
نام کتاب : توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك نویسنده : ابن أم قاسم المرادي جلد : 1 صفحه : 459