نام کتاب : توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك نویسنده : ابن أم قاسم المرادي جلد : 1 صفحه : 567
ومن حذف الأول اختصارا، قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا} [1] أي: ما يبخلون به هو خيرا لهم.
ومن حذف الثاني اختصارا قول عنترة:
ولقد نزلت فلا تظني غيره ... مني بمنزلة المحب المكرم2
أي: فلا تظني غيره واقعا "مني"[3].
ومنع ابن ملكون4 "شيخ الشلوبين"[5] حذف أحدهما اختصارا[6] وليس بصحيح[7]. [1] آل عمران 180.
2 قائله: عنترة بن شداد العبسي من معلقته المشهورة، وهو من الكامل.
الشرح: "المحب" بفتح الحاء، بمعنى المحبوب، اسم مفعول من أحب، وهو القياس، ولكنه قليل في الاستعمال، والأكثر أن يقال اسم المفعول محبوب أو حبيب، مع أنهم هجروا الفعل الثلاثي، "المكرم" على صيغة المفعول من الإكرام.
المعنى: والله لقد نزلت أيتها المحبوبة مني منزلة الشيء المحبوب المكرم فلا تظني غير ذلك واقعًا.
الإعراب: "ولقد" الواو للقسم واللام للتأكيد وقد حرف تحقيق، "نزلت" فعل وفاعل، "فلا" ناهية، "تظني" فعل مضارع مجزوم بحذف النون وياء المخاطبة فاعل، "غيره" مفعول أول والمفعول الثاني محذوف، "مني" جار ومجرور متعلق بقوله "نزلت"، "بمنزلة" مثله، "المحب" مضاف إليه، "المكرم" صفة له.
الشاهد: في "فلا تظني غيره" حيث حذف المفعول الثاني اختصارًا، والتقدير فلا تظني غيره واقعًا وهو جائز عند جمهور النحاة خلافا لابن ملكون.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن هشام 1/ 324، ابن عقيل 1/ 255، والأشموني 1/ 164، المكودي ص48، والسندوبي، والسيوطي ص44، وأيضا ذكره في همع الهوامع ج1 ص152، وداود، وخزانة الأدب الشاهد 200 والخصائص 2/ 116. [3] ب، ج.
4 هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن ملكون الخضرمي الإشبيلي، قال ابن الزبير: أستاذ نحوي جليل, روى عن أبي الحسن شريح وأبي مروان بن محمد, وروى عنه ابن خروف والشلوبين, وألف شرح الحماسة، والنكت على تبصرة الصيمري، وغير ذلك, مات سنة أربع وثمانين وخمسمائة من الهجرة. [5] أ. [6] قياسا على باب كان. [7] جواز الحذف هو رأي جمهور النحويين -وهو الرأي السديد- واستدلوا على رأيهم بأمرين: الأول: هو رد على ابن ملكون أن مرفوع كان كالفاعل وخبرها كالحدث فلذلك امتنع الحذف هناك, الثاني: ورود السماع. ا. هـ. السيوطي 1/ 152 بتصرف.
نام کتاب : توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك نویسنده : ابن أم قاسم المرادي جلد : 1 صفحه : 567