نام کتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا نویسنده : عفيف عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 148
ولسنا في مجال استقراء ما كُتِبَ حول الأيام، فالمصادر والمراجع مثبتة في هذا البحث، ولكن خلاصة ما أراه أن صورة الأيام الحقيقة ستظل ناقصة بسبب فقدان مصادرها الأساسية، فما تبقَّى منها نتف مبثوثة هنا وهناك، وبالرغم من محاولتي جمع الأيام وشعرها وأخبارها إلّا أنني لم أظفر إلّا بأقل من أربعمائة يوم[1], وأزعم كذلك أن التاريخ في هذه الأيام اختلط بالأساطير، وليس أدل على ذلك من صورتي عنترة والمهلهل وما نسج حولهما، وقل مثل ذلك في غيرهما من الفرسان والأبطال والحكماء والكهان الذين كان لهم دور بارز في تلك الأيام.
6- طبيعة الشعر الجاهلي: وتلك قضية خاض فيها الدراسون، وذهبوا مذاهب شتى, وبرزت في تبريرات أوردوها لاصطناع هذا المنهج أو ذاك؛ فبعهضم رأى أن مصدر الشعر الجاهلي هو "الإلهام"، ولكن من سوء حظه أن نظرية الإلهام لم تكد تثبت في الوجدان العربي حتى زاحمتها نظرية الصنعة في الشعر، وإن هذا الشعر نشأ من منبع متعالٍِ عن البشر، فقُرِنَ الشعراء أنفسهم بالجن[2].
ويذهب الدكتور مصطفى ناصف إلى أن الشاعر الجاهلي لا يتصور الفن عملًا فرديًّا، بل يتصوره نوعًا من النبوغ في تمثل أحلام المجتمع ومخاوفه وآماله، ويرى أنه ينافس أي شعر آخر إذا أحسنّا قراءته[3].
واختلف أيضًا في نسبة هذا الشعر إلى نوع من أنواع الشعر الثلاثة: الغنائي والملحمي والمسرحي، فرأيُ الدكتور شوقي ضيف بأن الشعر العربي نشأ نشأة غنائية[4].
7- تطور الشعر الجاهلي: وتتصل هذه القضية بسابقتها، يقول الدكتور شوقي ضيف: "ومن الخطأ أن نظن أن الحياة الأدبية في العصر الجاهلي كانت ساذجة بسيطة، فقد كانت معقَّدة ملتوية شديدة الالتواء ... وكان كل شيء في العصر الجاهلي يعد لظهور هذا التكلف في الشعر أو ظهور الصنعة ... ويدلل على صحة رأيه [1] انظر: الشعر وأيام العرب في العصر الجاهلي، دار الأندلس، بيروت, 1983، للباحث نفسه. [2] صلاح عبد الصبور، قراءة جديدة لشعرنا القديم, بيروت, دار النجاح، 1973م. [3] قراءة ثانية لأدبنا القديم، ص53. [4] الفن ومذاهبه في الشعر العربي، ص41.
نام کتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا نویسنده : عفيف عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 148