نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 174
علا زيدنا يوم النّقا رأس زيدكم ... بأبيض من ظامي الحد يديمان
فإن تقتلوا زيدا بزيد فإنّما ... أقادكم السّلطان بعد زمان
وأمّا قوله تعالى: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا
[سورة مريم، الآية: 62] فإنّ ذلك نكرة ليس يريد كل بكرة وكلّ عشية، وإنّما تأويله والله أعلم: أنّ الجنة لا ليل فيها يفضي إلى نهار، ولا نهار يتّصل بليل، ولا شمس، ولا قمر إنّما هو في مثل مقادير العادة في الدّنيا.
وعلى هذا جاء الحديث: «نهار الجنة سجسج» : إنّما المعنى أنه أبدا كالنّهار وقوله:
سجسج أي معتدل لا برد فيه ولا حرّ. فإن قلت: كيف جاز أن يصير ما حكمه أن يكون شائعا فيما يصلح له مختصا ببعضه، حتّى زعمت في هذه الأسماء ما زعمت. قلت: ذلك لا يمتنع في عادتهم وطرقهم، ألا ترى أنّ قولهم: ابن عباس يختصّ بعبد الله حتى لا يعلم منه غيره، وإن للعباس أولادا دون عبد الله، وكذلك قولهم: ابن الزبير اختصّ به عبد الله فيما استمرّ من العادة.
فأما سحر: فإنّك تقول: سير عليه سحر، فلا ينصرف ولا يتصرّف إذا أردت سحر يومك، ومعنى لا يتصرّف لا يتمكّن تمكن أسماء الأزمان في أبوابها. ومعنى لا ينصرف: لا يدخله الجر والتنوين. فأن أردت سحرا من الأسحار وهو في موضعه نكرة، فلا مانع له من الصّرف والتمكّن، ونقول: إنّ سحرا جزء من آخر اللّيل، وفي سحر وقع الأمر. وقال الله تعالى: إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ
[سورة القمر، الآية: 34] وعلى هذا إن أدخلت الألف واللّام تقول: سير به السّحر المعروف، وإنما منع الصّرف حين قلت: آتيك سحر، وأنتظر سحر لأنه معدول عمّا فيه الألف واللّام.
وكان شيخنا أبو علي الفارسي يختار أن يقال: إنّه معدول عن أحوال نظائره ألا ترى أنّ أخواته إذا عرفت جاءت بالألف واللّام فهو جار مجرى أخر، وجمع في العدل وإن كان أخر نكرة وسحر وجمع معرفتان، وقد بيّنا الكلام فيه فيما يجري ولا يجري، وإنّما لم ينصرف لأنه بلفظ النّكرة موضوع موضع المعارف من غير أن جعل علما، فهو مناسب لضحوة وعتمة إذا جعلا من يومك الذي أنت فيه.
قال أبو علي الفارسي: دخول الألف واللّام في عتمة إذا أردت عتمة ليلة لا أعلمه استعملت الكلمة بهما. وسيبويه لم يذكره ولا يجوز حمله على ضحوة وغدوة وبكرة قياسا كما يقوله الأخفش، فيرفع وينصب. قال: ويقوّي ما ذهب إليه سيبويه من أنّ عتمة لا يستعمل إلا ظرفا إذا أردت به عتمة ليلتك، أنّ ما أشبهها من الظّروف لم يستعمل إلا ظروفا.
فمن ذلك: سير عليه ضحى وصباحا ومساء وعشية وعشاء، إذا أردت بجميعها ما ليومك وليلتك، وكذلك سير عليه ليلا ونهارا، أشبه بالمصادر وقد جعلت ظروفا.
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 174