نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 212
ومردة وطغا وافق نوؤها ... قبل الهلال بديمة ديجور
ويكون حينئذ في السّرار المحض. فأما قول ابن أحمر:
ثم استهلّ عليها واكف همع ... في ليلة نحرت شعبان أو رجبا
فإنّه يحتمل المعنيين جميعا، هذا إن كانت النّحيرة معروفة عند العرب أنّها أوّل ليلة من الشّهر. وقيل في قول الشّاعر:
كان ابن مزنتها جانحا ... قسيط لدى الأفق من خنصر
مثل قول الكميت، لأنّ ابن المزنة هو الهلال وقول أبي وجزة:
جيران دان من الجوزاء منحور. فليس هو من النّحيرة بل هو مثل قول الرّاعي:
فمرّ على منازلها فألقى ... بها الأثقال وانتحر انتهارا
أي يشقّق بالماء وتعشق فعلى هذا مذهب العرب في اختيار السّرار والغرّة، قال أبو حنيفة: وقد قال أبو وجرة في ليلة لتمام النّصف من رجب: خوارة المزن في أقتادها طول.
فلا أعرف أحدا وافقه على هذا الاختيار ولا أعلمهم حمدوا المحاق بليلة، فكان محاقا كلّه ذلك الشّهر. وقال الأخطل شعرا:
فإن يك كوكب الصّمعاء نحسا ... به وافت وبالقمر المحاق
وتزعم الهند فيما يحكى عنها أنّ النّحوسة أبلغ في الأمطار، وإنّما النّحوسة عندهم ما دام القمر مستسرا محترقا، فإذا فارق الشّمس ذهبت عنه النّحوسة لأنّه قد خرج عندهم من الاحتراق، والعرب تقول: إذا نأت النّجوم بغير مطر: خوت تخوي خيا وخويا وأخوت تخوي إخواء. فإذا أمحلت فلم يكن فيها مطر فذلك الخي والأخلاف، فإذا لم يخلف قبل صدقت وقد صدق النّوء إذا كان فيه مطر وما كان فيها من أمطار أو بوارح: فهي الهيوج والواحد هيج. قال الأصمعي: يقال: هذا في الهيج المتقدّم. وقال ذو الرمة:
فلمّا رأين القنع أسغى وأخلفت ... من القصر بيّات الهيوج الأواخر
(القنع) المكان الذي انخفض وسطه وارتفع جوانبه، وإنما وصف نساء دفعن إلى بوارح. وقال آخر:
ونار وديقة في يوم هيج ... من الشّعرى نصبت لها الجبينا
قال ابن الأعرابي: العرب تسمّي نجوم الأسد كواكب النّحوس لشدّة بردها. وقال عمر بن اللّجاء شعرا:
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 212