نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 129
أعماق الشعور وجوانب النفوس مدققًا، مستقصيًا يخشى أن يفوته شيء، ولا يخشى الملال في شيء دقيق الشعور صافي النفس، نبيل الجدل جاد يسير مع خصمه حتى إذا آنس منه الغضب أو التدلي تركه وانصرف.
أما أحمد أمين[1] فرجل يريح قراءه ولا يندمج فيهم، يعرض أدلته، ويستأثر باستغلالها وينتهي إلى نتائجه، ويقدمها إليهم مستوية ناضجة بأسلوب واضح كل الوضوح، دقيق كل الدقة، ثم يعتكف دونهم ويغلق في وجوههم الباب، ويلقى الحياة بعقله أكثر من قلبه، ويقف منها على أرض من الحديد، يؤمن بالحقائق، ويؤديها بلفظها كما تعرفه الحياة الاجتماعية الواقعية ولو تورط في العامية لأنه مفتون بالاستعمال الإقليمي، وبتأثير الجو في العبارات والتراكيب.
هذا، والمشيب في رأي المعري أزهار الرياض وزينتها:
والشيب أزهار الشباب فما له ... يُخفى وحسن الروض في الأزهار
ولكنه في رأي الشريف الرضي سيف مصلت على الرءوس تحمله بدون عناء:
غالطوني عن المشيب وقالوا: ... لا ترع، إنه جلاء حسام
قلت: ما أمن من على الرأس منه ... صارم الحد في يد الأيام
ذلك لأن المعري فيلسوف حكيم يعرف الدنيا ويقبل قوانينها الطبيعية مهما يضمر في نفسه من سخط واستيئاس، ولكن الشريف محب للحياة، حريص على الشباب متصل بالنعيم فلما أنذره المشيب فزع وارتاع وتوقع النازلة. [1] اقرأ فجر الإسلام وضحى الإسلام وفيض الخاطر.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 129