نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 130
ومهما يكن من تأثير الوراثة أو التربية في تكوين الشخصية[1]، فإنا نستطيع هنا أن نذكر بعض عناصر الشخصية وما قد يكون لها من أثر في الأسلوب:
1- الطبع: فالرقيق الطبع ترق ألفاظه، وتسهل فقره، وتلين عباراته، والخشن الجافي تجزل ألفاظه، وتوجز جمله، وتقوى تعابيره. إذ كانت الطبائع تجذب إليها من التراكيب والألفاظ ما يلائمها رقة وجفاء كما نجده عند المتنبي والبحتري وعند جرير والفرزدق، والعقاد والمازني.
قال القاضي الجرجاني في ذلك:
"وقد كان القوم يختلفون في ذلك وتتباين فيه أحوالهم، فيرق شعر أحدهم ويصلب شعر الآخر، ويسهل لفظ أحدهم ويتوعر منطق غيره، وإنما ذلك بحسب اختلاف الطبائع وتركيب الخلق، فإن سلامة اللفظ تتبع سلامة الطبع, ودماثة الكلام بقدر دماثة الخلقة. وأنت تجد ذلك ظاهرًا في أهل عصرك وأبناء زمانك وترى الجافي الجلف منهم كز الألفاظ. معقد الكلام، وعر الخطاب. حتى إنك ربما وجدت ألفاظه في صوته ونغمته. وفي جرسه ولهجته"[2].
2- أثر البيئة: فابن البادية المقيم في الفلاة حيث يرى الجدب الغالب والطبيعة القاحلة الجرداء. والجبال الشم. والصخور الجامدة، والوعول الممتنعة. لن يكون كابن الحاضرة المترفة الخصبة يلقى العيش رقيقًا والملبس ناعمًا. والمزارع ناضرة. والإخوان ظرفاء؛ إذ إن ذلك يطبع الذوق والشعور بطابعه. فلا يقع [1] راجع "علم النفس" ج3 ص372. [2] الوساطة، ص32.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 130