responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 131
اللسان إلا على كفائه من العبارات، فما كان عَدِيُّ بن زيد والمنخّل اليشكري كطرفة بن العبد والحارث اليشكري.
ويقول الجرجاني في أعقاب كلامه السابق:
"ومن شأن البداوة أن تحدث بعض ذلك، ولأجله قال النبي -صلى الله عليه وسلم: $"من بدا جفا". ولذلك تجد شعر عدي وهو جاهلي أسلس من شعر الفرزدق ورجز رؤية. وهما آهلان، لملازمة عدي الحاضرة، وإيطانه الريف وبعده عن جلافة البدو، وجفاء الأعراب، فلما ضرب الإسلام بجرانه واتسعت ممالك العرب وكثرت الحواضر، ونزعت البوادي إلى القرى ونشأ التأدب والتظرف اختار الناس من الكلام ألينه، وأسلهه، وجاوزوا الحد في طلب التسهيل حتى تسمَّحوا ببعض اللحن، وحتى خالطتهم الركاكة والعجمة وأعانهم على ذلك لين الحضارة وسهولة طباع الأخلاق فانتقلت العادة وتغّير الرسم وانتسخت هذه السنة، واحتذوا بشعرهم هذا المثال وترققوا ما أمكن، وكسوا معانيهم ألطف ما سنح من الألفاظ فصارت إذا قيست بذلك الكلام الأول تبين فيها اللين، فيظن ضعفًا فإذا أفرد عاد ذلك اللين صفاء ورونقا، وصار ما تخيلته ضعفا رشاقة ولطفا ... ".
ومن شواهد آثار البيئة في الأفراد واستحالتهم ما روي أن شاعرًا بدويًّا قدم حاضرة عامرة فأكرمه صاحبها فمدحه بهذين البيتين:
أنت كالدلو لا عدمناك دلوا ... من كثير العطايا قليل الذنوب
أنت كالكلب في حفاظك للود ... وكالتيس في قراع الخطوب
فهم بعض أعوان الأمير بقتله، فقال الأمير: خل عنه، فذلك ما وصل إليه علمه ومشهوده، ولقد توسمت فيه الذكاء فليقم بيننا زمنا، وقد لا نعدم منه شاعرًا مجيدًا، فما أقام بضع سنين في سعة عيش وبسطة حال حتى قال الشاعر الرقيق، ونسبت إليه هذه الأبيات:

نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست