نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 132
يا من حوى ورد الرياض بخده ... وحكى قضيب الخيزران بقده
دع عنك ذا السيف الذي جردته ... عيناك أمضى من مضارب حده
كل السيوف قواطع إن جردت ... وحسام لحظك قاطع في غمده
إن رمت تقتلني فأنت مخير ... من ذا يعارض سيدًا في عبده1
ومهما يشك في صحة هذه القصة التي تعددت رواياتها فليس من شك أن هناك جماعة من الأدباء والشعراء تغيرت آثارهم كلما تغيرت عليهم آثار البيئة.
3- الثقافة والتربية، فالمهذب المثقف يكون أعمق تفكيرًا، وأحسن ترتيبًا للمعاني، وأحرص على جمال التصوير، وصفاء التعبير، وبذلك تعزز معانيه وتهذب عبارته، ويتوافر له الملائمة بين الألفاظ والمعاني.
والجاهل الذي لم تصقله التربية أو لم يزود بثقافة كافية. يقف عند حدود الطبع ويتوجه في الغالب إلى جمال اللفظ وإشراق الديباجة لعلها تعوض عليه ما فاته من ابتكار المعاني والغوص وراء الأفكار.
ولذلك وجد في الأدب العربي طبقات من كتاب العصر العباسي بلغوا بالترسل مكانة مهذبة. وتأثر شعرهم بذلك التهذيب والصقل كما يقول ابن رشيق:
"والكتاب أرق الناس في الشعر طبعًا، وأملحهم تصنيعًا وأحلاهم ألفاظًا وألطفهم معاني. وأقدرهم على تصرف وأبعدهم من تكلف"[2].
وليس من شك أن ثقافة الجاحظ مما يميزه من البديع والخوارزمي، وكذلك وجد شعراء المعاني الذين أغنوا بها الشعر كأبي تمام والمتنبي والرومي كما وجد الممتازون بجزالة اللفظ ورقته كالبحتري والشريف الرضي، حتى إن أبا تمام إذا
1 مقدمة ترجمة الألياذة، ص138. [2] العمدة، ج2 ص84.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 132