responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 133
فرغ لطبعه، وترك التكلف أتى بالعجب ودل على شخصية تجيد التفكير، وتحسن التصوير والتعبير لما ظفر به من ثقافة إسلامية جديدة أخصبت عقله، وكثرت معانيه.
ولا شك أنك تجد فرقًا واضحًا جدًّا بين أدباء مصر الذين عاشوا أول هذا العصر الحديث وبين من يعيشون بيننا الآن، أولئك ضعفت ثقافتهم فكانت آثارهم لفظية وهؤلاء ظفروا بثقافة قوية متنوعة فجمعوا إلى سلامة العبارة جدة الموضوعات وثروة المعاني فصار الأدب قيمًا نافعًا.
4- الابتكار: فمن الأدباء من يلتفت إلى نفسه، ويثق بها ويحاول أن يفتح بها أو فيها آنفاقًا من التفكير أو الشعر أو التخييل ليعرضها كما هي في أقوى أحوالها وأوضح خواصها دون تحرج أو تكلف، ثم يطوع أساليب اللغة لطريقة تفكيره وتصويره فإذا به شيء جديد وشخصية ممتازة وقد يلقى إنكارًا وعنتًا، ولكن ما دام مذهبه قويًّا خليقًا بالبقاء فإن الثورة عليه لا تكون إلا فترة تجتازها النفوس لقبول الجديد وإقراره ثم يصبح سبيلًا معبدة مسلوكة، وقانونًا متبعًا محبوبًا وقد لقي أسلوب الجاحظ إنكارًا ولكنه عاد مدرسة المتأدبين وواجه أبو نواس ثورة ثم عاد قديمًا، ووجد أبو تمام والمتنبي من أخرجهما من زمرة الشعراء. وكم يلقى المجددون من حرب المحافظين ولكن الأصلح منتصر غلاب. هولاء المبتكرون هم أصحاب الشخصيات البارزة الذين أنشئوا مدارس أدبية غيرت مجرى تاريخ النظم والنثر وبقيت خالدة على الأيام.
ومما سبق يمكن ذكر الملاحظات الآتية:
أولًا: أن أسلوب الكاتب أو الشاعر أو الخطيب نتيجة طبيعية لمواهبه وصورة لشخصيته هو، وإذًا لا يمكن أن يكون صادقًا، قويًّا، ممتازًا إلا إذا استمده من

نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست