نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 134
نفسه وصاغه بلغته، وعبارته، دون تقليد سواه من الأدباء؛ لأن كل أسلوب صورة خاصة بصاحبه تبين طريقة تفكيره، وكيفية نظره إلى الأشياء وتفسيره لها وطبيعة انفعالاته، فالذاتية هي أساس تكون الأسلوب، والمقلد يفنى في غيره ويصبح شخصية منكرة ثقيلة على النفس لا تستحق عناية، ينصرف عنها الناس إلى أصلها الأول وبه يكتفون.
نعم هناك كتاب كبار يستطيعون طبع عصورهم الأدبية بطابعهم والتأثير في نفوس الناشئين بقوة أدبهم وبراعة أسلوبهم، كالجاحظ والبديع قديمًا. وطه حسين، والعقاد، والرافعي، وسعد زغلول، حديثًا. ولكن ذلك لا يعفي المتأدبين من الاعتماد على أنفسهم وإظهار سماتهم الأسلوبية مع الإفادة من هؤلاء أو من بعضهم.
ثانيًا: قد يبدو لبعض الناس التردد في أن الأسلوب صورة صادقة لصاحبه حين يرون حسان بن ثابت شجاعا في شعره، جبانا في عمله، والبحتري جميل الذوق، في أسلوبه. قذرًا، رث الثياب، والمتنبي كريمًا في قوله بخيلا في حياته.
وهذا من غير شك تناقض واضح يعرض ما قيل هنا للرد والتجريح. ولكن الشيء الجدير بالنظر أن هذه النصوص الأدبية التي تعد مظهرًا قويًّا لميزات الأديب وسماته قد صدرت عنه في حالة نفسية خاصة هي حال الانفعال والتنبه العاطفي، وسلطان الوجدان على العقل فيقول ما يشاء بوحي الساعة، حتى إذا ثاب إلى عقله عاش بطبيعته العاقلة الأصلية دون الشاعرة الطارئة، وربما أنكرت حياته الثانية حياته الأولى مما يعد شبيهًا بانقسام الشخصية[1]. فالأسلوب الأدبي معرض الشخصية الانفعالية التي تسيطر على الإنسان سواء أكان منشئًا يصدر عن عواطفه [1] في علم النفس ج3 ص164.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 134