responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 135
المستيقظة أم قارئًا ثارت عواطفه إثر ما قرأ من أدب قوي صادق فصدرت عنه لذلك حركات أو أعمال، أو أقوال طريفة غير مألوفة، وقد تنبه لذلك ابن الأثير[1] حيث يقول ما نصه:
وأعجب ما في العبارة المجازية أنها تنقل السامع عن خلقه الطبعي في بعض الأحوال حتى إنها ليسمح بها البخيل، ويشجع الجبان، ويحكم بها الطائش المتسرع، ويجد المخاطب عند سماعها نشوة كنشوة الخمر، حتى إذا قطع عنه ذلك الكلام أفاق وندم على ما كان منه من بذل مال أو ترك عقوبة أو إقدام على أمر مهول، وهذا هو السحر الحلال المستغني عن إلقاء العصا والحبال" فإذا كان ذلك شأن السامع فكيف بالمنشئ الذي صدر عنه هذا الكلام الساحر وكان ثمرة انفعاله الأصيل وعاطفته الإيجابية؟
ثالثًا: أن بيان هذه الصلة بين الأديب وأسلوبه وتوضيح جوانبها يقتضينا أن نتناولها من وجهين:
الأول: أن نعرض النصوص الأدبية لجماعة من الكتاب أو الخطباء أو الشعراء أو المؤلفين. ونحاول تعرف شخصياتهم المتباينة استنباطا من هذه النصوص.
والثاني: أن نفرض أننا نعرف هذه الشخصيات ثم نتبين مظاهرها المختلفة في الأسلوب: ألفاظه وتراكيبه وصورها البيانية وهذا ما نحاوله في الفصلين التاليين.
وليس من شك أن هذين الوجهين شيء واحد أمام الناقد الذي لا يعرف غير النصوص الأدبية التي يدرسها؛ فالنصوص أمامنا كالدينار هو واحد ولكنه ذو وجهين؛ نرى في كل منهما شكلًا خاصًّا يخالف الآخر وإن كانت المادة واحدة

[1] المثل السائر ص26.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست