responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 152
ذلك زائدًا فيها لاستسهال الغرم في جانب حصول الغرض فتبقى الرعايا في مملكتهم كأنها فوضى، وحكم الفوضى مهلكة للبشر، مفسدة للعمران. وأيضًا، فهم متنافسون في الرياسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقل وعلى كره من أجل الحياة فيتعدد الحكام منهم والأمراء وتختلف الأيدي على الرعية في الجباية والأحكام فيفسد العمران وينتقض".
هذه فصول يجمعها موضوع واحد هو الإنكار والهجاء ومع ذلك فهي دالة على كتاب ثلاثة متمايزين.
1- الجاحظ فقد سلك في رسالته طريق التصوير المضحك، والسخرية المرة، معتمدًا على المقابلات وعرض المتناقضات، يقلب صاحبه بين يديه، ويعبث به، قبل أن يقتله، فإذا به شكل غريب، وخلق عجيب، وغرور وحسد، وجهل ولجاجة، مع حسن القامة وعظم الهامة، وحور العين وطيب الأحدوثة. ثم يلح فيما يتناول، ويبالغ في سرد النكتة، ويدس السم في الدسم حتى تركه صورة أو قصة تضحك القارئين وتعجب المتأدبين على مر العصور.
فالجاحظ داهية، ماكر عابث، ساحر. يغيظ عدوه وهو يضحك ملء شدقيه، ويقتله وهو آمن مستريح. دقيق الملاحظة، واسع النظرة بارع في الأسلوب طيعه، خبير بدخائل النفوس. لا يبالي ما ضحى به في سبيل فنه ومآربه. متنوع الثقافة. فيلسوف الحياة يهزأ بها وبالناس ومذاهبهم وعصبياتهم يتأنى فيما يتناول حتى لا يترك لغيره مجالًا لا يتحرج ولا يتشدد، خبر الحياة من جميع نواحيها. فكان صورتها المخلوقة ولغتها الناطقة.

نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست