نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 153
2- وأما البديع فقد هاجم خصمه هجومًا مباشرًا، ونال منه بالسب البذيء إذ رماه بالكذب والجمود، والسفاية، وسوء الخلق، وضعة الأصل وضعف العقل، مع سخرية قليلة بأسلوب إنكاري عنيف.
وأخذ يوازن بين حاليه: الأولى أيام كان راضيًا، والثانية بعد أن صار ساخطًا، كل ذلك وهو غاضب عابس الوجه حاقد القلب ثائر العاطفة ليس فيه هدوء الجاحظ ومرونته وسعه صدره وبراعة حيلته، وسلامه أسلوبه.
فالبديع، إذا، ذكي، صريح، قوي الطبع، عنيف، هجاء، حريص على المال، ضيق الصدر، شديد الحس، ينصرف ذكاؤه إلى التصوير الفني، وذكاء الجاحظ منصرف إلى الإحاطة النفسية والجسمية.
كلاهما يردد.. ولكن ترديد الجاحظ استكمال وتجديد، وترديد البديع تكرار وتصوير. وليس البديع في دهاء الجاحظ ومكره وسخريته، وإن كانت براعته الفنية ممتازة بجزالة العبارة، وقوة التصوير.
3- وأما ابن خلدون فقد ذهب في مهاجمة العرب مذهب العلماء، والمناطقة؛ إذ اعتمد على التقرير، وإقامة الدعوى، وتأييدها بالبراهين، مستعينًا في ذلك بما شهد من أحداث، وعرف من نظريات، في أسلوب عادي بسيط وموجدة متوارية مكبوتة، لا تكاد تظهر، لا يعمد إلى التكرير والتهويل؛ فهو إذًا، رجل عالم وقور، يلقى الحياة بعقله الفاهم، هادئ، له عقله الرياضي المنتظم، بأسلوب رتيب، لا يتنوع، كأنه قياس منطقي مقرر لا يسب خصمه، وإن نال منه بما هو شر من السباب، لم يتوافر له دهاء الجاحظ وبراعته. ولا عنف البديع وجزالته، يستملي الحياة ويكتب، وكلاهما يتصور الحياة ويسطر وهو عالم، وهما أديبان.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 153