نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 170
ومع ذلك قول زهير يمدح هرم بن سنان:
وأبيض فياض يداه غمامة ... على معتفيه ما تغب فواضله1
أخي ثقة لا يهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله2
تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
فالشعر بريء من التنافر والإغراب. مع حذف الفضول. والقصد في المعنى وحسن التناسق بين الجمل وبين المعاني، حتى بدا محكمًا متقنا ملحوم الجوانب قد عمل فيه العقل والذوق بجانب العاطفة وقد مضى مثال الحطيئة من باب المديح.
ويقول ابن رشيق3:
"فأما حبيب -أبو تمام- فيذهب إلى حرونة اللفظ وما يملأ الأسماع منه مع التصنع المحكم طوعًا أو كرهًا يأتي للأشياء عن بعد ويطلبها بكلفة. ويأخذها بقوة. وأما البحتري فكان أملح صنعة. وأحسن مذهبًا في الكلام. يسلك منه دماثة وسهولة مع إحكام الصنعة وقرب المأخذ. لا يظهر عليه كلفة ولا مشقة وما أعلم شاعرًا أكمل ولا أعجب تصنعًا من عبد الله بن المعتز؛ فإن صنعته خفية لطيفة لا تكاد تظهر في بعض المواضع إلا للبصير بدقائق الشعر وهو عندي ألطف أصحابه شعرًا وأكثر بديعًا وافتنانًا وأقرنهم قوافي وأوزانًا. ولا أرى وراءه غاية لطالبها في هذا الباب".
ثم يقول4:
"وقال بعض من نظر بين أبي تمام وأبي الطيب -المتنبي- إنما حبيب كالقاضي العدل يضع اللفظة موضعها ويعطي المعنى حقه، بعد طول النظر والبحث
1 أبيض نقي من العيوب، فياض كثير العطايا. معتفيه سائله. تغب: تنقطع.
2 النائل العطاء. راجع الصناعتين 98.
3 العمدة جزء أول، ص84، 85.
4 نفس المرجع ص87.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 170