نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 171
عن البينة. كالفقيه الورع يتحرى في كلامه ويتحرج خوفًا عن دينه، وأبو الطيب كالملك الجبار يأخذ ما حوله قهرًا وعنوة أو كالشجاع الجرئ يهجم على ما يريده لا يبالي ما لقي ولا حيث وقع".
ونحو ذلك حصل في النثر أيضًا، فلقد كان في صدر الإسلام جزلًا طبيعيًّا يرتجل في كثير من الأحيان ويكون فيضا لما في النفوس من المعاني، سواء في ذلك الأحاديث، والخطب، والرسائل، حتى جاء عبد الحميد الكاتب[1] فكانت آثاره طبيعة سهلة لا صنعة فيها ولا تكلف، وكان بجانبه عبد الله بن المقفع2 يقوم في النثر بما كان يقوم به في الشعر زهير والحطيئة، وأبو تمام في خير شعره. وكان كتاب العصر العباسي الأول -كأحمد بن يوسف، وعمرو بن مسعدة وإبراهيم الصولي-[3] يحكمون الرسائل، وينشئونها جزلة، دقيقة المعاني، عالية الأسلوب، كما كتب عمرو بن مسعدة إلى المأمون في رجل يستشفع له بالزيادة في منزلته، وجعل كتابه تعريضًا لنفسه:
"أما بعد فقد استشفع بي فلان يا أمير المؤمنين لتطولك علي في إلحاقه بنظرائه من الخاصة فيما يرتزقون وأعلمته أن أمير المؤمنين لم يجعلني في مراتب المستشفعين وفي ابتدائه بذلك تعدي طاعة، والسلام".
فكتب إليه المأمون:
"قد عرفنا تصريحك، وتعريضك لنفسك، وقد أجبناك إليهما، ووقفناك عليهما".
وجاء الجاحظ في القرن الثالث فكان أستاذًا لمدرسة خاصة أو كان هو هذه [1] و2 راجع آثارهما في رسائل البلغاء التي نشرتها مجلة المقتبس. [3] راجع تاريخ أدب اللغة في العباسي لأحمد الإسكندري.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 171