responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 28
فقل: سَالت شعاب الحي بوجوه كالدنانير عليه حين دعا أنصاره، ثم انظر كيف يكون الحال وكيف تعدم أريحيتك التي كانت وكيف تذهب النشوة التي كنت تجدها؟ "[1].
2- وأما المنطق فإنه يعلمنا طرق التفكير الصحيح، ويشرح لنا خواص الفكرة الصحيحة في ذاتها، لا يعنيه بعد ذلك أكانت مفهومه للناس أم لا، استطاعوا أن يدركوا الفكرة واضحة قوية رائعة أم سطحية فاترة فعلى البلاغة بعد تسلم هذه الأفكار الصحيحة أن تقوم بجهد فنِّي خطير فتبسط الأفكار، وتحسن ترتيبها، وعرضها، وأداءها بعبارة واضحة جميلة، وتلائم بينها وبين من كتبت لهم، وبذلك تتحقق البلاغة من هذه الجهة المعنوية أيضًا، وهنا نقول كما قلنا قبلا: إن الأفكار قد تكون صحيحة في ذاتها، مسلمة المقدمات والبراهين، وهي مع ذلك أبعد ما تكون عن البلاغة وحسن البيان؛ لأنها ليست في مستوى القراء، غربية عن بيئتها الزمانية أو المكانية، تعوزها الروعة والقوة أو العبارة المناسبة لها، ومن هنا عيب التحدث إلى العامة بأفكار الخاصة كما أن عكس ذلك عيب أيضًا.
مهمة البلاغة إذًا الحرص على صحة الأفكار والمعلومات، ثم عرضها عرضا واضحًا قويًّا ملائمًا للمخاطبين، ومن كلام بشر بن المعتمر2 "ومن أراد معنى كريما، فإن حق المعنى الشريف اللفظ الشريف ومن حقهما أن تصونهما عما يفسدهما أو يهجنهما، وعما تعود من أجله أن كون أسوأ حالًا منك قبل أن تلتمس إظهارهما وترتهن نفسك بملابستهما، وقضاء حقهما، وكن في ثلاث منازل، فإن أوى الثلاث أن يكون لفظك رشيقا عذاب، وفخما

[1] المرجع السابق ص78.
2 البيان والتبيين للجاحظ ج1 ص105.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست