نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 29
سهلًا، ويكون معناك ظاهرًا مكشوفًا وقريبًا معروفًا، إمَّا عند الخاصة إن كنت للخاصة قصدت، وإمَّا عند العامة إن كنت للعامة أردت. والمعنى ليس يشرف بأن يكون من معاني الخاصة وكذلك ليس يتضح بأن يكون من معاني العامة، وإنما مدار الشرف على الصواب وإحراز المنفعة، مع موافقة الحال، وما يجب لكل مقام من المقال، وكذلك اللفظ العامي والخاصي فإن أمكنك أن تبلغ من بيان لسانك وبلاغة قلمك ولطف مداخلك واقتدارك على نفسك على أن تفهم العامة معاني الخاصة وتكسوها الألفاظ الواسطة التي لا تلطف عن الدهماء ولا تجفو عن الأكفاء فأنت البليغ التام".
وخلاصة هذا الفصل أن هنا مسألتيين يجب أن تتوافرا في الكلام البليغ هما الصحة والمناسبة. فالأولى من وحي المنطق والنحو، والثانية هي الميزة التي يختص بها الفن الجميل.
وهنا ننتبه إلى هذا الفرق بين علوم البلاغة كما وردت في كتب البلاغة العربية وبين علوم البلاغة كما ذُكرت هنا، فليست الأولى إلا فصولا في باب الأسلوب حسب منهجنا الحديث، وإنّ كُلًّا من النحو والمنطق علم مستقل لا يدخل في صميم البلاغة ولكنه يمهد لها، ويسبقها إلى تحقيق الصحة في العبارة والفكرة، وبعد ذلك تتقدم البلاغة لتوفير المناسبة أو المطابقة التي هي وظيفة الفن البلاغي الأصيل.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 29