نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 32
أنفسهم معرضون للوقوع في أخطاء شتى حين يتناولون فنون الخطابة والرواية والقصة؛ إذ لا يعقل أن يستوعب الإنسان بفطرته تجارب العلماء والفنيين والنقاد.
فهذه الدراسة العلمية تختصر وقت الطالب وتوفر عليه كثيرًا من التجارب الواسعة وهي ضمان يقي الأديب الزيغ الذي لم ينتبه له، ويهديه إلى أقوم الطرق البيانية، ويرسم له المثل الصالحة للأداء فيفيد الأدباء من ذلك أجل الفوائد وأغزرها ويضيفون إلى عمرهم الحالي أعمار السابقين من العلماء والأدباء، أما غير الموهوبين فلم ييأسوا لأن هذه الدراسة النظرية تصقل مواهبهم الأولية فتعلمهم طرق القراءة والفهم والنقد وتظهرهم على نوح في الأدب مستورة وتجعل قراءتهم عميقة نافعة، هذا من الناحية الأولى، ومن جهة ثانية يكتسبون ذوقًا مهذبًا يجعل أحاديثهم وأحكامهم وكتاباتهم أقرب إلى المعقول، وأوفق للذوق الجميل، ومن هنا نجد مسائل البلاغة شديدة الصلة بأصول النقد الأدبي من حيث الإرشاد والإفادة حتى تسمى أحيانًا البلاغة النقدية Critical rhetoric.
ب- وإذا ذكر الفن العمل أو النافع فلا تعدم البلاغة ما يصل بينها وبينه، ويبدو ذلك في ناحيتين:
الأولى: من حيث طبيعتهما، فالبلاغة تحوي هذه الناحية التطبيقية التي تبدو واضحة الملائمة بين الكلام وبين حاجة القارئ أو السامع في هذه الأحوال المتباينة؛ فالخطابة لها مواقفها ورجالها وأساليبها، والكتابة تحسن حيث لا يحسن الشعر والحوار يجود حين لا تنفع المحاضرة بشيء، حتى حركات الخطيب والممثل كثيرًا ما تكون جزءًا من التعبير البلاغي.
الثانية: من حيث غايتهما، فإذا كانت غاية الصناعات النفع المادي وكسب المال، فذلك يمكن توافره في الفن البلاغي كما في الصحافة العادية، والتقارير الاقتصادية، والكتب العلمية التي ترمي إلى غاية نفعية مادية كالزراعة والصناعة، وناحية أخرى حين يتخذ الأدب نفسه وسيلة استجداء
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد جلد : 1 صفحه : 32