responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 45
3- ومع ذلك ففي الأدب وحده نرى -كما يمر بك تفصيله- أن التصرف والاختلاف يكون في صوغ العبارات بين إيجاز وإطناب، وسهولة وإغراب، وبساطة وتعقيد، وجمال وتنافر، ويكون قبل ذلك في اختيار الأفكار، وكيفية ترتيبها ترتيبًا منطقيًّا أو مضطربًا، ووضوحها أو غموضها، وصحتها أو خطئها، وإخضاعها لطريقة الاستقراء أو الاستنباط، ويكون بعد هذا في طريقة التخييل والتصوير: هل يسلك الكاتب طريقة التشبيه غالبا أو الاستعارة أو الكناية، وما مقدار ابتكاره في ذلك أو تقليده، فلكل كاتب مذهبه في ذلك أو أسلوبه الخاص، فالشيب في رأي المعري:
والشيبُ أزهار الشبابِ فماله ... يخفى، وحسنُ الروضِ في الأزهار
وهو في رأي الفرزدق:
تَفارِيقُ شيب في الشباب لوامعُ ... وما حُسْنُ ليلٍ ليس فيه نجوم
لكن الشريف الرضي يقول:
غالطوني عن المشيب وقالوا ... لا ترع إنه جلاء حسام
قلت ما أمْنُ على الرأس منه ... صارم الحد في يد الأيام
انظر بعد ذلك إلى كتاب السيرة المعاصرين؛ كيف اختلفوا في طريقة العرض بين البحث العلمي المنسق، والتمثيلي المقسم، والقصصي الجميل[1]، وانظر إلى هذه الشخصيات المتباينة في الخطابة كعلي ومعاوية وزياد والحجاج وفي الكتابة كالجاحظ وبديع الزمان وابن خلدون وفي الشعر كأبي تمام وابن الرومي والبحتري والمتنبي فإنا نجد أنماطا شتى، وأساليب متباينة تجعل لكل فرد طابعا، أفيكون من الغريب إذا قلنا: إن الأسلوب هو طريقة التفكير والتصوير والتعبير؟

[1] حياة محمد لهيكل، ومحمد لتوفيق الحكيم، وعلى هامش السيرة لطه حسين.
نام کتاب : الأسلوب نویسنده : الشايب، أحمد    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست